قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية، اليوم الثلاثاء، إن الكنيسة المصرية سعيدة بالمشاركة في جهود إنقاذ نهر النيل وحفظه من أي تلوث أو تهديد، لافتًا إلى أن النيل يمثل مركز رئيسي في صلوات الكنيسة خاصة ما يسمى ب"أوشية صلاة مياه النهر". وتابع، في حديثه بالمؤتمر الصحفي الذي عقد مع الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والري على هامش توقيع اتفاق بين الجانبين للمشاركة في حملة انقاذ النيل من التعديات والتلوث، "كما نصلي للآبار والينابيع، وفي الكنيسة عيد يسمى الملاك ميخائيل، وهو في يوم 19 يونيو، ويأتي بمناسبة سقوط أول نقطة مياه على هضاب الحبشة، والتي تأتى إلينا بالفيضان في مصر خلال شهر أغسطس"، مردفًا أن المياه رمز الحياة، والنيل أحد أركان المثلث المصري الأصيل، وهو الإنسان والأرض والمياه. ونوه تواضروس بأن المصريين يعيشون على 7% فقط من مساحة مصر، وهذا شيء غريب يشبه من لديه قصر ويعيش في غرفة واحدة منه، لافتًا إلى أن السبب في ذلك محبة المصريين للعيش على ضفاف النيل، وذكر أن السكن على النهر لازال يمثل وجاهة اجتماعية لدى الكثير من المصريين، ووعد البابا بتقديم الكهنة للتدريب على الاستخدام الرشيد لمياه النهر، وأوضح أن ثراء الدول يقاس بامتلاكها للماء والبترول. وحول علاقة الكنيسة المصرية بنظيرتها الإثيوبية، وتأثير ذلك على تحسين العلاقات مع إثيوبيا للحفاظ على حصة مصر المائية، عقب بأن العلاقات قوية بين الكنيستين، حيث تعد الإثيوبية امتدادًا للمصرية، مشيرًا إلى أنه يحاول من خلال الأب متياس، بالكنيسة الإثيوبية، أن يتحدث عن حق الدول في إقامة مشروعات التنمية دون التأثير على حصة أي من دول حوض النيل، وذكر أنه تحدث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول هذه القضية، وأخبره بأن هناك جهود بين المسئولين عن هذا الملف. وبيّن أنه سيزور إثيوبيا سبتمبر المقبل، وسيحضر مع الكنيسة الإثيوبية أهم عيد لديها، وهو عيد الصليب، الذي يحتفل به الإثيوبيين في 27 سبتمبر من كل عام، معقبًا أن زيارته تأتي بعد زيارة بطريرك إثيوبيا لمصر في يناير الماضي. ووقع البابا تواضروس على وثيقة النيل، التي سبق وأن وقع عليها كل من رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية وشيخ الأزهر الشريف، والتي تؤكد على حماية نهر النيل.