«الأمية سُبَّة فى جبين مصر، والقضاء عليها أكبر من وزارة التربية والتعليم وهيئة تعليم الكبار»، هكذا تحث، أمس، الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم، عن مشكلة محو أمية الكبار، مشيرا إلى أن الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بذلت جهودا كبيرة لكنها لم تحقق المرجو منها، حيث ما زالت نسبة الأمية مرتفعة ومخيفة (27%) من جملة سكان مصر، لافتا إلى تحقيق دول أخرى كانت فى وضع أسوأ من مصر فى هذا الموضوع نجاحات فى تقليل نسب الأمية لديها مثل كوبا والهند. جمال الدين أوضح خلال كلمته فى الملتقى الوطنى، الذى نظمه مكتبا اليونسكو بالقاهرة وبيروت بعنوان «تعليم الكبار ونهضة مصر- الحملة الوطنية» أن الحكومة كلها تضع مشكلة الأمية فى أولوياتها، مشيرا إلى أن الوزارة وهيئة تعليم الكبار تواجه عدة مشكلات فى القضاء على الأمية، منها وجود مناطق كاملة محرومة من وجود مدارس خاصة فى القرى الصغيرة وعزوف الآباء عن إرسال أولادهم (خاصة البنات) إلى مناطق بعيدة، بالإضافة إلى مشكلة التسرب من التعليم. الوزير أشار إلى أن الحكومة لن تستطيع وحدها القيام بهذا الموضوع، نظرا لضعف التمويل، مشددا على دور الإعلام المقروء والمرئى فى حل المشكلة وضرورة اعتبارها واحدة من أهم الأولويات، داعيا إلى تكاتف المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية «لأنه لا مستقبل لمصر دون القضاء عليها». جمال الدين تحدث عن عدة مبادرات أجرتها الوزارة باتباعها للتغلب على هذا الموضوع، منها إنشاء قاعدة بيانات عن الأميين فى مصر، وخلق منافسة بين المحافظات للتعرف على من يحقق نجاحا أكثر فى تقليل نسبة الأمية، وكانت محافظة دمياط من أوائل المحافظات فى هذا المجال، ومحاولة حث طلاب الجامعات على القيام بجهود فى تعليم من ثلاثة إلى خمسة أميين، مضيفا أن الوزارة «اتفقت مع هيئة الأبنية التعليمية على عدم التقيد بمساحة معينة للمدرسة أو ضرورة وجود فناء أو مواصفات قياسية معينة، حيث يمكن أن تكون المدرسة ذات مساحة صغيرة تكفى فصلا أو فصلين لتؤدى الغرض منها أفضل من عدم وجودها».