رمضان الذى صار نجمًا بشخصية ابن البلد الذى يشعر بأوجاع ومشكلات الطبقة المعدمة، كان ضيفًا على طاولة «التحرير» متحدثًا عن كواليس فيلمه «شد أجزاء» الذى اقترب من تحقيق رقم قياسى جديد فى الإيرادات، حيث تخطَّى 23 مليون جنيه، كما تحدَّث عن مشروعاته القادمة على صعيد الدراما والمسرح. بدأ رمضان كلامه بفيلمه الأحدث «شد أجزاء» الذى يعد خروجًا عن تيمة الأفلام التجارية التى ينتجها السبكى، وقال إن «الحاج أحمد السبكى من المنتجين الكبار، فلم يفرض وجهة نظره على العمل، بل كان متعاونًا جدًّا معى من بداية طرحى لوجهة نظرى فى الشخصية عليه، لتقديمى بشكل جديد للجمهور فى السينما مثلما فعلت فى (ابن حلال).. وأنا هنا أريد أن أوجّه إليه تحية كبيرة جدًّا على إيمانه بى، وتحقيقه واحترامه لوجهة نظرى، بالطبع كان يرى أن هناك أمورًا قد تجعل من الفيلم فيلمًا تجاريًّا، لكنه أبدًا لم يتدخَّل، بل تركنى أفعل ما أريد وما يحلو لى، ولله الحمد فالإيرادات جاءت بما توقعته وأكثر وربحت أنا المجازفة، لأنها من البداية كانت مجازفة محسوبة.. فالحاج أحمد يجعلك تمزج بين شعورَين متناقضَين تمامًا، وهما السعادة والاطمئنان بأن وراءك منتجًا مغامرًا وقويًّا، وبين أن تكون تحت ضغط، لأنه يحمل على عاتقك مسؤولية الفيلم من أول يوم تصوير». وأفاض رمضان فى كلامه عن التغيُّر الذى طرأ على أدواره بعد «شد أجزاء»، قائلًا «التنوُّع لم يكن عيبًا، بالعكس تمامًا فهو يظهر حجم وإمكانيات الفنان، ومدى مصداقية النجاح الذى حازه، إن كان حقيقيًّا أم صدفة، وهذا هو التحدّى الكبير الذى وضعته أمامى، وسيكون الفيصل فى استمرار النجاح، والحمد لله هذا ما حدث أيضًا خلال مسلسل (ابن حلال)، وكان النجاح صادمًا للجميع، فرغم توقعنا النجاح، فإنه كان أكبر بكثير من المتوقع، أما أفلامى الأولى ك(عبده موتة) و(الألمانى) فلا يمكن أن أتبرأ من عمل قدّمته، ولكنها كانت مرحلة مؤقتة ولم أكن وقتها حُرًّا فى الاختيار، ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه، فقد كنت فى مرحلة تكوين اسمى الفنى». وأضاف «البعض قد يفسّر تصريحاتى عن (شد أجزاء) وكأنها اعتذار وتنصُّل من أعمالى السابقة، وهذا ليس حقيقيًّا، فقصدى هو أن (شد أجزاء) بدايتى الحقيقية فعلًا بعد التحدّى الكبير الذى وضعته بينى وبين نفسى، وهو أن أنجح دون العوامل التجارية التى انتقدنى بسببها كثيرون ووصفوا نجاحى بالظاهرة المؤقتة، مثل أغنيات المهرجانات أو أى شىء آخر، وكان بداخلى قرار أن أثبت ذاتى بعمل يليق بثقة الجمهور عقب نجاح مسلسل (ابن حلال)، ولم ولن أتبرّأ من أعمالى السابقة، بالعكس فلولاها لم أكن الآن فى هذه المكانة وهذه الجماهيرية، ودعنى أفسر ذلك أكثر وهو أننى حتى أستطيع أن أقول للناس ما أريد يجب أن أقترب منهم وأن أصبح معروفًا بينهم، حتى ينصتون إلىّ، وهذه سُنّة الحياة». ويعود رمضان بذاكرته «عند تقديمى (عبده موتة) لم أكن أتخيّل تمامًا أن يحدث هذا التأثير مع شريحة كبيرة من الشباب، ولم أقتنع بذلك وقتها، حتى قدمت (قلب الأسد) ووجدت كثيرين يتعلقون بى، حتى صعقت من داخلى ووجدت أننى يجب أن أخرج من هذه العباءة وأن أكون قدوة أو على الأقل أقدّم أعمالًا ذات مضمون فنى ورسالة أكثر، والابتعاد عن الأعمال التجارية، خصوصًا بعد علمى أن الآباء والأمهات أصبحوا يخشون على أبنائهم من تقليدى». لكن نجم الأكشن يستدرك «رغم التغيير فى (شد أجزاء)، فإننى تعمَّدت أن لا أبتعد عن الأكشن، بل أن يتم تكثيفه، خصوصًا أنه مختلف عن الأكشن الذى تعوَّد عليه الجمهور منى خلال الأعمال السابقة، وكنت متعمدًا أن يتفاجأ الجمهور، وبعد الفيلم تخلّيت عن أفكار الأغنيات التى كانت من تيمات النجاح التى اعتدنا عليها فى آخر فيلمين». وتحفَّظ على سؤال عن عدم خوفه من ردود الفعل على كون بطل «شد أجزاء» ضابطًا خرج على القانون. وقال «لم أحسبها بهذا الشكل، لأن القضية شخصية، وإذا كانت عامة فيبقى التعامل معها بشكل رسمى، وكل ما يهمه أن يحصل على حقّه فقط لإنهاء القضية، وظهر ذلك واضحًا حينما قال لرئيس المباحث ياسر جلال، إن حقّه لن يعود بالطرق التقليدية، والقضية ستظل سنوات عديدة، وفى نهاية الأمر سيتم حبس شخص آخر، ليس هو القاتل الحقيقى، وستجد فى النهاية أننى أنول جزائى ولم أكن حُرًّا طليقًا». وحمد رمضان الله كثيرًا على حصول فيلمه الأخير على أعلى الإيرادات حتى الآن، وقال «هذا الأمر أسعدنى جدًّا، خصوصًا أن معى أفلامًا لنجوم كبار، أحبّهم على المستوى الشخصى جدًّا، وأعتبر أن النجاح ده كرم من عند ربنا وحب من الجمهور وأتمنى إن ربنا يديم المحبّة». وعوة إلى أعماله القديمة، رأى رمضان أن السبكى هو كلمة السر فى الإيرادات الضخمة التى حققها «عبده موتة»، مقارنة بفيلم «الألمانى» الذى كان قريبًا من فكرة «عبده موتة»، لكنه لم يحقق إيرادات مرضية، وقال إن «السبكى كان له دور كبير، إذ إنه كمنتج واعٍ وفاهم وله خبرة كبيرة فى السوق السينمائية، بالإضافة إلى التوزيع، لأننى أتذكر أن فيلم (الألمانى) لم يعرض سوى فى سينما واحدة وهى (ديانا) بوسط البلد، ولم يكن الوصول إليها سهلًا أسوة بباقى سينمات وسط البلد أو المولات والمراكز التجارية.. فالتوزيع من العوامل المهمة والمؤثّرة جدًّا فى حجم الإيرادات ونسب المشاهدة، لأن المنطق يرى أن عرض فيلم فى أكثر من دور عرض أفضل من سينما واحدة، لكن جودة ونجاح الفيلم لا يُقاسان بذلك، فالفيلم الجيد يفرض نفسه، ولكن يجب أن يتم توزيعه صح». وحرص رمضان على الإشادة بالاستقبال الحافل الذى لاقاه «شد أجزاء» من الجمهور المغربى، وقال «كان فوق مستوى توقعاتى، فوجدت حبًّا وتقديرًا من الجمهور المغربى لم أتوقعه، وأدركت قيمة الدراما التليفزيونية التى تدخل كل بيت فى الوطن العربى، لأن نجوم التليفزيون فى مصر هم الأشهر لدى الجمهور المغربى، بالإضافة إلى أننى تعمَّدت أن تكون زيارتى إلى دول شمال إفريقيا لتوطيد العلاقة بيننا والاستفادة من ثقافتهم وخلق نوع من التبادل السينمائى معهم، رغم أننى تلقّيت دعوة من إحدى دول الخليج، لكن أجّلتها وفضلت أن تكون زيارتى إلى دولة بحجم المغرب وشعبها المحترم، أولًا». رمضان انتقل فى كلامه إلى مسلسله المقبل، قائلًا «الحمد لله وقَّعت مع قناة (إم بى سى) لإنتاج المسلسل، ولكن حتى الآن لن أفصح عن أى تفاصيل خاصة بالعمل، حتى يتم الاستقرار بشكل نهائى على التفاصيل، كفريق عمل ودور، وخلاف ذلك». وعن ظهوره فى إحدى حلقات مسلسل «لهفة» الذى تم عرضه فى رمضان الماضى، قال رمضان إن «دنيا سمير غانم تحدثت معى برغبتها فى ظهورى معها كضيف شرف بالمسلسل، وكذلك مخرج العمل معتز التونى»، مضيفا وافقت على الفور دون تفكير، خصوصا أنه أول بطولة تليفزيونية لدنيا، وشخصيا أرى أن الجيل الذى ننتمى إليه فكريا، وهو الجيل الخاص بالأساتذة نور الشريف، ومحمود عبد العزيز، وأحمد زكى، كان مترابطا، ولا أجد هذا الترابط سوى فى هذا الجيل وبشكل غير طبيعى، لذا وجدت أن من حق «دنيا» على كفنانين من جيل واحد فى أنها عندما تطلبنى للتعاون معها فى مسلسلها أن أوافق بالطبع، وقال ضاحكا «وبعدين قولتلها أنا بقى محتاجك معايا فى (شد أجزاء)، لأن ده حق الجيل على بعضه، والحقيقة أنها كانت إضافة كبيرة للفيلم». رمضان أشار إلى أنه لم يظهر فى برامج المقالب من قبل على الإطلاق، وأرجع ذلك إلى رفضه المشاركة فى أى برنامج فى موسمه الأول، لذا فما إن يخبره أحد المعدين برغبته فى استضافته فى أحد البرامج فإنه يرفض إذا لم يكن يعرف البرنامج فى موسمه الأول، لافتا إلى أن معدى «رامز عنخ آمون»، و«رامز قرش البحر» حاولوا الإيقاع به، لكنه رفض لأنه لم يعرف البرنامج الذى حاولوا خداعه به، حتى وقع فى فخ «رامز واكل الجو» فى رمضان الماضى. وقال رمضان إن «فريق عمل (رامز واكل الجو)، عملوا معايا لعبة أعتقد أنها ماحصلتش مع ضيوف البرنامج، إذ دفعوا بصديق إماراتى ليخبرنى بأن مسلسلى (ابن حلال) حقق أعلى نسبة مشاهدة هناك، وفى نفس الوقت هناك افتتاح لمطعم جديد، ويدعوننى إلى حضوره»، مضيفا أنه وافق، لأنه يعرف أن القانون فى «دبى» صعب، إذ لا يسمح بأى تهريج ولا مقالب، ولكن فوجئت بالمقلب، وأن رامز جلال والقائمين على البرنامج «لعبوها معايا صح، وزعلت من رد فعلى فى النهاية وضربى لرامز»، لكننى لم أطلب بحذف هذا المشهد حفاظا على المصداقية.