تنظِّم وزارة الخارجية، خلال الفترة من 28 أغسطس الجاري حتى مطلع سبتمبر المقبل بالقاهرة، ملتقى للمندوبين الدائمين للدول الأعضاء بالأممالمتحدة في نيويورك، وبعض كبار مسؤولي سكرتارية المنظمة. ويأتي تنظيم هذا الحدث لإبراز الأولويات المصرية تجاه القضايا الدولية في ضوء قرب انضمام مصر إلى عضوية مجلس الأمن والانتخابات المزمع عقدها في منتصف شهر أكتوبر المقبل. وقال المستشار أحمد أبو زيد الناطق باسم وزارة الخارجية، في تصريحاتٍ له، الأربعاء، إنَّ "الوزارة حرصت على تنظيم هذا الحدث ضمن خطة متكاملة للترويج للترشيح المصري لعضوية مجلس الأمن في فئة العضوية غير الدائمة لعامي 2016 - 2017، وطرح الاستراتيجية المصرية للتعامل مع القضايا الإفريقية والعربية والدولية المدرجة على جدول أعمال المجلس خلال فترة عضوية مصر". وأضاف أنَّ "الخطة التي وضعتها الوزارة شملت تنظيم جولات خارجية للوزير سامح شكري لعددٍ من الدول الفاعلة على المسرحين الدولي والإقليمي، وزيارة مقر الأممالمتحدة في نيويورك خلال شهر أبريل الماضي، وعقد لقاءات مع مندوبي الدول الأعضاء وقيادات المنظمة الدولية، فضلاً عن زيارة مقر الأممالمتحدة في العاصمة الكينية نيروبي يناير الماضي، ومقر برنامج الأممالمتحدة للبيئة بنيروبي. وشملت لقاءات وزير الخارجية عرض الرؤية المصرية للقضايا الدولية المختلفة، ومقترحات مصر للارتقاء بدور مجلس الأمن وتمكينه من أداء المهام المنوطة إليه بالفاعلية المطلوبة. وتضمنت خطة التحرك تكليفات محددة للسفارات المصرية في الخارج للتواصل المستمر والمكثف مع المسؤولين في دول الاعتماد للترويج للترشيح المصري. وكشف المستشار أبو زيد عن "اعتزام مصر إرسال مبعوثين رفيعي المستوى إلى عددٍ من الدول لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين بها لتعزيز ودعم الترشيح المصري، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات ثقافية وسياسية بعدد من العواصم لنفس الغرض. وحول أجندة ملتقى المندوبين الدائمين المقرر استضافته في مصر الشهر الجاري، أشار إلى "الحرص على إدارج موضوعات وقضايا تمثل أولوية خاصة للسياسة الخارجية المصرية خلال المرحلة المقبلة، مثل سبل تمكين الدول الصغيرة والمتوسطة من التأثير على عملية صنع القرار داخل المنظومة الدولية، وسبل دفع عجلة التنمية في الدول الإفريقية وإيجاد حلول خلّاقة وغير تقليدية للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجه الدول الإفريقية، ودعم دور المرأة في مجال تسوية الأزمات الدولية وبناء السلام، على خلفية ما تواجهه الدول النامية من صعوبات في تأهيل المراة وتمكينها من الانخراط في المجالات المشار إليها". وسلَّط المتحدث "الضوء على الدور التاريخي الذي لعبته مصر في تأسيس منظمة الأممالمتحدة، وفي مجال حفظ وصون السلم والأمن الدوليين، بالإضافة إلى دورها في دعم الأسس التي يقوم عليها ميثاق الأممالمتحدة في مجالات السلم والأمن، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والمجتمعية"، مشيرًا إلى أنَّ "مصر سبق أن شغلت مقعد العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن خلال أعوام 1949 - 1950، 1961 - 1962، 1984 - 1985، 1996 - 1997، كما تحظى بعضوية كافة الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة، وتستضيف على أراضيها مكاتب إقليمية لعدد كبير من تلك الوكالات".