فن المونولوج أو المسرح الشعبي، هو حديث النفس القائم بين الشخصية وذاتها وكأنها المناجاة، يقدمه الممثل منفرداً على خشبة المسرح بأسلوب ساخر كوميدي. ومن أبرز رواد هذا الفن محمود شكوكو الذي اشتهر بتقديم المنولوج بداية في الأفراح الشعبية ثم أصبح أشهر "منولوجست" في السينما المصرية وقدم الكثير من، وارتبط اسمه بالفنان إسماعيل ياسين، واشترك معًا كثنائي في بعض الأفلام، ومن أبرز السيدات في هذا المجال الفنانة ثريا حلمي وتلاقى ثلاثتهم في مراحل عمرهم الفني أكثر من مرة. ولد نجم المونولوج شكوكو، الذي اشتهر بارتداءه الجلباب والطاقية البلدي، في 1 مايو 1912، في حى الدرب الأحمر، وبدأ حياته نجارًا مع أبيه، واتجه للفن بانضمامه للفرق الفنية التي تقدم عروضها بالمقاهي. قدم المونولوج في الإذاعة لأول مرة عام 1936، وعمل مع فرقة "علي الكسار" المسرحية ثم فرقة "محمد الكحلاوي"، وكون فرقة استعراضية مع سعاد مكاوي وثريا حلمي، وقدم خلال رحلته الفنية 600 مونولوج وأكثر من 200 فيلم بدأت بفيلم "بنت البلد" مع هاجر حمدي، مرورا ب "ظلموني الناس"، و"العرسان الثلاثة"، و"عنتر ولبلب"، وغيرها. وكان شكوكو هو الفنان المصري الوحيد الذي صُنِع له دمى صغيرة وتشبهه وهو يرتدي جلبابه البلدي وقبعته المميزة، وتوفي سنة 1985. أما الفنانة ثريا حلمي فتعد أشهر النسا ء الرائدات في هذا الفن، وقدمت فنون المونولوج والرقص والتمثيل، في العديد من الأعمال السينمائية، واستمرت في تقديم المونولوج منذ عام 1944 وحتى العام 1966، وغنت ما يقرب من 300 مونولوج، من أشهرها "أديني عقلك"، و"ياسيدي عيب". بدأت ثريا حلمي مشوارها السينمائي في عام 1942 حيث توالت أفلامها ومن بينها "لو كنت غني"، و"العريس الخامس"، و"السوق السوداء". الفنان إسماعيل ياسين بدأ حياته الفنية منولوجست في المسارح المنتشرة بشارع عماد الدين، وذاع صيته وظل أحد رواد هذا الفن على امتداد عشر سنوات من عام 1935- 1945 قبل عمله في السينما، ثم ذهب ياسين إلى بديعة مصابني، بعد أن اكتشفه توأمه الفني وصديق عمره وشريك رحلة كفاحه الفنية المؤلف الكوميدي الكبير أبو السعود الإبياري وكونا معًا ثنائيًا فنيًا شهيرًا وكان شريكًا له في ملهى بديعة مصابني ثم في السينما والمسرح، وهو الذي رشحه لبديعة مصابني لتعينه بفرقتها وبالفعل انضم إلى فرقتها ليلقي المونولوجات في ملهى بديعة مصابني. ومن أشهر مونولوجات ياسين "ارتحت يا باشا "، و"صاحب السعادة" ، و"فين وفين"، و"كل ما فوت ع البنك"، و"الدنيا تياترو" و"أصلي مؤدب". استطاع إسماعيل يس النجاح في هذا الفن، حتى أصبح يلقى المونولوج في الإذاعة نظير أربعة جنيهات شاملة أجر التأليف والتلحين، والذي عادة ما يقوم به توأمه الفني الإبياري. اشتهر أيضًا ثلاثي أضواء المسرح (سمير غانم، والضيف أحمد وجورج سيدهم) بأداء الاسكتشات الكوميدية، بعد أن كونوا في الستينات فرقة استعراضية ، قدمت عددًا من الأعمال الفنية الكوميدية التي لاقت نجاحًا كبيرًا في السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون.