كتب معاذ محمد: في مشهد أذهل الكثير من المواطنين وأوجع القلوب وجعل لديها نوعًا من أنواع الخوف من أن يتكرر المشهد مع أحدهم، اعتدى أمناء شرطة بمحطة مترو دار السلام على مواطن، حين ذهب إلى أمين شرطة يشكو له من أن خطيبته تعرضت للتحرش، فأنهالت عليه أيادي الأمناء بالضرب الُمبرح، خاصة على القفا، ولم يتدخل أحد من المواطنين لاستخلاصه من بين أيديهم. متخصصون في الاجتماع والطب النفسي رأو أن الضرب على القفا نوع من الذل والمهانة لكرامة الإنسان، حيث أوضحت الدكتورة سامية الساعاتي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المركز الأعلى للثقافة، أن طريقة الضرب على القفا أسلوب من أساليب التربية غير الصحيحة التي يستخدمها الأباء والأمهات في تربية أولادهم، وهى طريقة تدل على جهل كبير في المجتمع المصري ومن أقصى أنواع الإمعان في الذل والقسوة، كما إنها طريقة غير تربوية في التعامل، مضيفة إنها طريقة سلبية ولاينصح بها علماء النفس، حتى إنها لعظم تأثيرها في النفس باتت مثلًا يضرب في الحالات التي يقع فيها المرء في حياته، ووصفه لشئ سيئ في المجتمع: «فلان دا خاد حتة قفا»، ولا يقصد بذلك إنه ضُرب بالفعل، بل إنه وقع في شئ لا يرضاه. «الساعاتي» أوضحت ل «التحرير»، أن هذه الطريقة في التعامل لا يختلف فيها الطفل عن الشخص الكبير، بل إنها تؤثر في الأشخاص الكبار بشكل أكبر، وهى من أقسى أنواع الذل، ومن الممكن أن يتعرض صاحبها إلى صدمة نفسية كبيرة، تحتاج لأنواع كثيرة من العلاج. ومن جانبه، قال الدكتور سمير فؤاد، أستاذ علم النفس ل «التحرير»، إن ضرب الإنسان على قفاه يُمثل له إهانة كبيرة، ومن الناحية الطبية إذا كان الضرب شديد سيؤدي ذلك إلى التأثير على فقرات الرقبة والعمود الفقري وخلايا المخ بشكل عام، مما قد يتسبب في شلل بعض الأطراف لدى الإنسان، مؤكدًا أن أي الضرب القريب من منطقة الرأس يؤثر على خلايا المخ، ومن ثم جميع أعضاء وحواس الإنسان وخاصة حاسة الإبصار. وبدورها، قالت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ الإجتماع بجامعة الزقازيق، إن ضرب الإنسان على قفاه يسبب له إهانة كبيرة في المجتمع، ويقال عنها إنها «مرمطة» له، موضحة إنها ظاهرة سلبية في المجتمع، وغير منتشرة إلا عند من يملكون سلطات تدفعهم إلى هذا التعامل مع من هم تحت سلطتهم، ليشعروا بنوع من الفخر والشجاعة، وهى ظاهرة لا يرضى أي إنسان في المجتمع أن يتعامل بها مُستشهدة بالمثل الذي يقول «اللي له ظهر ميضربش على قفاه.»