قررت محكمة جنايات القاهرة، تأجيل نظر القضية المتهم فيها وائل أبو الليل و2 آخرين بالتحريض على قتل المتظاهرين فى جمعة التطهير، إلى جلسة 28 أبريل المقبل، مع ضبط وإحضار 7 من شهود الإثبات هم، الإعلامى أحمد السيد منصور، عماد على عبدالله المحامى، وسيد حافظ مبهوب صاحب مكتب دراسات قانونية، محمد فتحى عبد الخالق شلبى، وعبد الحكيم عبد الفتاح عبد العليم أحمد موظف بشركة صحافة، أحمد عبده عفيفى مدير تسويف بشركة خاصة، وطارق محمود اسماعيل زيدان صاحب شركة إعلانات، وذلك لامتناعهم عن الحضور لجلسة إعادة المرافعات دون عزر مقبول. صدر القرار برئاسة المستشارعادل عبد السلام جمعة, وعضوية المستشارين أسامة جامع ومصطفى البهيتى, وأمانة سر سعيد عبد الخالق. عقدت الجلسة داخل غرفة المداولة، وحضرها المتهم المخلى سبيله برفقة عدد من محامينه، وتبين تغيب شهود الإثبات عن الحضور، فقررت المحكمة سماع شهود النفى، الذين حضر منهم عضو إئتلاف شباب الثورة شادى طارق الغزالى حرب، المدرس بكلية الطب جامعة القاهرة، وقال أنه تعرف على المتهم بعد الاعتصام الأول فى ميدان التحرير يوم 11 فبراير 2012، وذلك من خلال مشاركة أبو الليل مع الشباب ومناقشة أعضاء الإئتلاف فى موقفهم من استمرار الثورة، لانه كان يرى أنها لم تنتهى بتنحى مبارك، وكان لديه قلق شديد من عدم التزام المجل العسكرى بمطالب الثوار، ومخاوف من عقد الإخوان المسلمين صفقة مع المجلس العسكرى بما يهدد أهداف الثورة. وقال الشاهد أنه شارك أبو الليل جميع فعاليات الثورة فيما بعد، واتضح أن له شعبية كبيرة داخل الميدان، ويلعب دور بارز فى تأمين الميدان لمنع دخول بلطجية أو تشويه صورة الميدان ليكون مكان آمن للثوار للتعبير السلمى عن مطالبهم، ومع تصور علاقة الصداقة بين وائل والشاهد تبين وجود حساسية شديدة فى علاقة وائل بجماعة الإخوان المسلمين منذ كان طالبا بالجامعة، ووقوع مشكلات بينه وبين مجلس أمناء الثورة الى كان يرأسه صفوت حجازى ومعاونة أحمد منصور، وعلم أن توتر العلاقة بينهم وبين أبو الليل بسبب ميل المجلس للإخوان، وكان هذا بسبب فى زيادة توتر وائل الذى كان يرى ان الثورة لا يجب أن يسيطر عليها فصيل سياسى معين. حتى جاءت المحاكمة الشعبية فى 8 أبريل من العام الماضى، وكان يريد أن يخصص ذلك اليوم لتكريم أمهات وأسر الشهداء على منصة كبيرة لا يسيطر عليها فصيل سياسى معين، واتصل أبو الليل تلييفونيا بالشاهد وأبلغه بوجود خلاف فى تنسيق منصة جمعة المحاكمة، بسبب سيطرة مجلس امناء الثورة على المنصة الرئيسية دون أمهات الشهداء . ولم يكن الشاهد موجود فى ذلك الموقف، بينما كان فى ذلك الوقت على منصة جانبية لائتلاف شباب الثورة، وحينما علم بوجود اختلاف على المنصة، اتصل بوائل وسأله عن الوضع وقال أن مجلس الامناء يعرقل صعود أمهات الشهداء للمنصة، ووصل الأمر إلى أن هدد صفوت حجازى وائل وقال له «مش هعديهالك على خير»، وكان وائل يخشى من تعرضه لاعتداء بسبب ذلك التهديد، وقبل نزول قوات الأمن لفض الاعتصام فى الساعات الاولى من يوم 9 أبريل، قال الشاهد انه تلقى اتصال هاتفى من أحد الزملاء يخبره بتلقى أخبار عن أن وائل أبو الليل يعمل فى مكتب إبراهيم كامل رجل الحزب الوطنى، وطلب منه ابلاغ الجميع بفض الاعتصام خلال ساعة ونصف، وقال الغزالى أنه لم يصدق ما سمع واتجه لوائل أبو الليل للتأكد لسؤاله عن لك وقد نفى له الكلام جملة وتفصيلا، وأكد أنه علل خلاف تام مع رجال الحزب الوطنى فكيف يعمل مع واحد منهم. وفى اليوم الثانى صدر بيان من المجلس العسكرى ذكر فيه أسم أبو الليل، وعلموا أنه نفس الكلام الذى كان يردده أحمد منصور عضو مجلس أمناء الثورة، فاجتمع شباب الثورة مع واشل فى حزب الغد مع أيمن نور، واتفقوا على أن يسلم وائل نفسه، لتأكدهم من براءته من جميع الأقاويل التى تروج ضده، وقد تأكدوا من نزاهته فعلا بعدة أحكام بالبراءة أصدرها القضاء العسكرى، ولكن مجلس أمناء الثورة ظلوا يرددوا كلام مغلوط كان السبب فى اتهام بوائل بهذه القضية، ونفى الشاهد مساعدة وائل لضباط الجيش على الصعود لمنصة التحرير، لأن الضباط صعدوا أيضا على منصة شباب الثورة، ووائل لم يكن له دور مميز فى التعامل مع ضباط الجيش وأنه كان متضامن معهم ويرغب فقط فى معرفة سبب انضمامهم للثوار بميدان التحرير. وائل وباقى الشباب الذين كانوا بالميدان منحازين فقط لأهداف الثورة دون الانحراف لأى فصيل أو اتجاه سياسى، وكان الخلاف الرئيسى يوم جمعة المحاكمة على «من يتصدر المشهد»، فكان مجلس الأمناء يرغب فى ظهور وجوه معينة محسوبة على التيار الإسلامى وأن تتصدر المشهد، فى حين كان يرغب وائل فى ظهور «أصحاب الهم والدم» من أهالى الشهداء، لأنهم أصحاب الحق بعيداً عن المكاسب السياسية التى يسعى هذا التيار لتحقيقها على حساب الثورة.