داخل القاعة الرئيسية بالدور الرابع فى نقابة الصحفيين تعقد اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة كل أربعاء مؤتمرا للإعلان عن خطة التظاهر فى كل جمعة داخل ميدان التحرير، كما أوضح طارق زيدان، عضو اللجنة ومؤسس ائتلاف مصر الحرة. اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة، لجنة تهتم بالتواصل بين جماهير الثوار وتنظيم الفاعليات الخاصة بها «بنتفق نشوف هنعمل ايه ونحدد مطالبنا وهننزل المظاهرات ولا لأ». تضم اللجنة عددا من القوى السياسية المختلفة، الجمعية الوطنية للتغيير، جماعة الاخوان المسلمين، تحالف ثوار مصر، حركة شباب 25 يناير، الاكاديميين المستقلين، مجلس امناء الثورة، اتحاد شباب الثورة، ائتلاف مصر الحرة وبعض الشخصيات المستقلة، مثل المذيع أحمد منصور، والشيخ صفوت حجازى، والمستشار محمد فؤاد جاد الله، نائب رئيس مجلس الدولة، وآخرين. فكرة تكوين اللجنة جاءت بعد قرار تنحى الرئيس السابق عن الحكم يوم 11 فبراير، «اقترح المستشار محمد فؤاد ان يتم التنسيق بين جميع الائتلافات عشان نوحد جهودنا لتحقيق مطالب الثورة»، كما وضح طارق. بدأ «أحمد منصور الاتصال بجميع الائتلافات واتفق معاهم نكون اللجنة»، واستغل منصور علاقته القوية مع جميع الائتلافات، والتى تكونت ايام الثورة وتعرف اعضاؤها على بعضهم ايام الاعتصام. يمثل كل ائتلاف 2 من اعضائه داخل اللجنة، «ما عدا الإخوان والجمعية الوطنية لكل منهم ممثل واحد فقط»، كما يقول طارق. «تم اختيارى من اعضاء مجلس امناء الثورة عشان امثلهم فى اللجنة» الكلام لسيد حافظ، عضو اللجنة التنسيقية وعضو مجلس أمناء الثورة، حيث تتم عملية التصويت على اختيار الشخصية التى تمثل الائتلاف داخل اللجنة، «رأى الأغلبية هو اللى يمشى»، يرى سيد ان دوره ايام الاعتصام فى ميدان التحرير منذ 25 يناير أهله لتمثيل الائتلاف فى اللجنة، فكان المسئول عن الاذاعة المركزية داخل الميدان. وكل عضو من أعضاء اللجنة «مفوض من الائتلاف الخاص به بالموافقة أو الرفض على اى مطلب»، لكن سيد نادرا ما كان يعود إلى التشاور مع زملائه فى المجلس بشأن قرار معين، «يعنى يوم الاعتصام للمطالبة بسقوط وزارة شفيق اتصلت بزمايلى فى المجلس عشان ناخد القرار نشارك ولا لأ» وبعد مداولة سريعة مع الزملاء كان القرار، الموافقة على المشاركة. توزع المهام على كل عضو فى اللجنة للتجهيز ليوم الجمعة من كل اسبوع، «أحمد منصور بيصيغ بيان المطالب ومحمد فؤاد جاد الله يراجعه من الناحية القانونية»، على حد قول طارق. يعرض البيان على الاعضاء حتى التوصل إلى صيغة يتفق عليها جميع الاعضاء. على الرغم من تعدد الائتلافات واختلاف طريقة تفكيرهم «إلا أنهم فى النهاية بيتفقوا على مطالب محددة من أول الثورة». تأتى مرحلة تسمية الجمعة وكتابة شعار لها، «يعنى يوم جمعة التطهير بعد ما كتبنا البيان وحددنا مطالبنا فكرنا فى الاسم، وكل واحد كتب اسما معينا فى ورقة وعملنا عليهم تصويت والاغلبية صوتت للاسم «جمعة المحاكمة والتطهير» كما يشرح سيد. صباح الخميس تبدأ مهمة صفوت حجازى كما وضحها طارق «بتسليم بيان المطالب إلى المجلس العسكرى ومجلس الوزراء». مهمة طارق، صاحب شركة اعلانات، طباعة اللافتات المكتوب عليها المطالب وتركيبها فى الميدان صباح يوم الجمعة، لكن المهمة الاكبر على عاتق طارق «انى بشرف على تركيب المنصة الرئيسية كل اسبوع»، فيبدأ طارق عمله بتركيب المنصة مع اربعة عمال يستأجرهم ليلة الجمعة «بنبدأ الشغل الساعة 12 بالليل لحد الساعة 7 صباح الجمعة». يؤكد طارق ان عصام النظامى مسئول عن التنسيق مع قائد الشرطة العسكرية فى الميدان «عشان ناخد اذن اننا نركب المنصة فى وقت حظر التجوال». وبسبب الزحمة الشديدة أمام المنصة الرئيسية خاصة بعد يوم جمعة النصر، «فكرنا اننا نعمل منصة تانية، بس الكلام اللى بيتقال عليهم واحد والمطالب واحدة والضيوف كمان واحدة». فى تمام الحادية عشرة صباحا يسلم طارق المنصة إلى عبدالحكيم البحيرى، احد اعضاء اللجنة المستقلين، ويدير البحيرى المنصة حتى انتهاء الفعاليات فى الرابعة عصرا، «بيرتب دخول الضيوف وهم اعضاء فى الائتلافات المشاركة فى اللجنة ومدة كل واحد منهم على المنصة»، وتكون مدة كلمة كل ضيف على المنصة متساوية تقريبا، «عشان ما حدش ينفرد بالمنصة من غير الباقى». ويرى طارق ان الفعاليات المتفق عليها فى اجتماعات اللجنة تخرج باسم اللجنة ككل، «اما لو فيه ائتلاف حب يعمل حاجة زيادة فبتكون باسمه هو وبتكون اللجنة مش مسئولة عنها». وبعد الرابعة عصرا يعلن احد اعضاء اللجنة فى ميكروفون المنصة الرئيسية انتهاء الفعاليات، وتبدأ عملية «فك» المنصة «ونقول فى الميكروفون ان اللى عايز يكمل فى الميدان هيكون على مسئوليته واللجنة خلصت برنامجها للجمعة دى». وبعدها يبدأ الاعداد للجمعة التالية بنفس الطريقة.