في الجمعة الأولى بعد سقوط مبارك 18 فبراير 2011، ومن منصة الجمعية الوطنية للتغيير، بدأت القصة التي أدت بوائل أبو الليل إلى المحاكمة العسكرية، متهمًا بالتحريض وإثارة الجماهير في ميدان التحرير ضد الجيش، يومي الجمعة والسبت الماضيين، بناء على أقوال منظمي منصة مليونية الجمعة الماضية، وأغلبهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، الذين اتهموه بمحاولة اقتحام المنصة، بينما اتهم الداعية الإسلامي صفوت حجازي من سماهم ب"مجموعات تابعة لأبو الليل" بدفعه من على المنصة والتسبب في إصابته، فيما اتهمه آخرون بالتسبب في إطلاق النار على الشرطة العسكرية فجر السبت الماضي للوقيعة بين الجيش والشعب، مدفوعًا من القيادي بالحزب الوطني إبراهيم كامل. التوتر بين وائل أبو الليل والإخوان بدأ منذ أول جمعة مليونية بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، حيث اتهم وائل أبو الليل ونشطاء ينتمون لقوى الثورة حينها ممثلي جماعة الإخوان بمحاولة السيطرة على المنصة، حين خطب الجمعة الشيخ يوسف القرضاوي، المحسوب على الإخوان، وأدار المنصة القيادي في الجماعة محمد البلتاجي، بينما تم منع عدد من النشطاء، ومنهم وائل غنيم، مؤسس صفحة كلنا خالد سعيد، وذكر أبو الليل في وقت لاحق أن مشادات قوية حدثت بينه وبين منظمين لأنه لم يكن من مصلحتهم أن تظهر قوة أخرى على المنصة، وتكرر المشهد في الجمعة الماضية، حين حدثت خلافات حادة، طبقا لروايات شهود عيان، بين مجموعة تابعة له وأعضاء في الإخوان حول تنظيم مداخل ومخارج ميدان التحرير والمنصة الرئيسية. هذه المشادات اعتبرها قياديون بالإخوان والجمعية الوطنية للتغيير، محاولات لعرقلة المحاكمة الشعبية للرئيس السابق حسني مبارك، وإفساد خطة إدارة المنصة، وتحريك مجموعات من البلطجية التابعين لرجل الأعمال المنتمي للحزب الوطني، لتحريض المتظاهرين على الاعتصام وعدم مغادرة الميدان، وقيادة الهتاف ضد القوات المسلحة، فيما قال الدكتور عبدالجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، إن الاعتصام في الميدان بعد انتهاء المظاهرة يوحي بوجود مؤامرة ضد الثورة، ومحاولة للوقيعة بين الجيش والشعب. وبناء على هذه الاتهامات، أصدرت القوات المسلحة بيانها رقم 34 عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك فجر السبت الماضي، متضمنًا أمرًا بضبط وإحضار أبو الليل، بوصفه مديرًا لمكتب إبراهيم كامل، والذي أدار مجموعات من البلطجية تواجدوا بميدان التحرير يومي الجمعة والسبت، وقاموا وقت حظر التجول بأعمال البلطجة وترويع للمواطنين. أبو الليل من جانبه، نفى أي علاقة له بإبراهيم كامل أو الحزب الوطني، مؤكدًا أنه كان فى ميدان التحرير منذ اليوم الأول من الثورة، ولجأ إلى حزب الغد أثناء مطاردات الشرطة لهم يومي 25 و28 يناير، وهو ما أكده شادي الغزالي حرب، القيادي بائتلاف شباب الثورة، مضيفًا أن وائل كان موجودا طوال أيام الاعتصام في ميدان التحرير، مؤكدا أنه كان موجودا أيضا في موقعة الجمل التي أدارها إبراهيم كامل، بما يجعل علاقته بإبراهيم كامل، طبقا لوصف حرب "أمرًا غير منطقي بالتأكيد". ويكمل حرب في تصريحات صحفية نشرت يوم الاثنين الماضي، أن وائل أبو الليل كان ضمن مجموعة الشباب التي اعتصمت داخل الميدان حتى بعد فضه لاقنناعه أن الثورة ما زالت مستمرة، مؤكدًا أنه أجرى اتصالا مع أبو الليل لفض الاعتصام، وأنه استجاب لدعوة الائتلاف بفض الاعتصام. وأشار شادي إلى أن وائل أبو الليل كان متواجدًا باستمرار مع مجموعة الشباب التي تنظم دخول وخروج الناس في مليونيات الجمعة، وأنه رآهم بنفسه، مضيفًا: "ماينفعش يتقال عليهم بلطجية، وهم الذين كانوا يمنعون دخول البلطجية". شادي يعتقد أن سبب اتهام أبو الليل بالبلطجة من قبل بعض القوى الوطنية المشادة التي قام بها مع عناصر من جماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة الماضية، والتي ترتب عليها مشكلات على المنصة، موضحًا أن الإخوان هاجموه بشدة، ومنهم الشيخ صفوت حجازي، مضيفًا أنه لا يصح اتهام المجموعة التي اعتصمت فجر السبت الماضي في التحرير بالبلطجة، لكنهم مجموعة متعاطفة مع الضباط الموجودين حتى لو كان هذا التعاطف خطأ، لم تكن هناك أي أسلحة بيضاء أو مولوتوف. أصدقاء وائل أنشأوا صفحة على فيس بوك أطلقوا عليها "وائل أبو الليل مش حزب وطني"، وضعوا فيها عددًا من الصور لوائل في ميدان التحرير خلال الأيام الأولى للثورة، وكذلك صوره مع عدد من قادة المعارضة البارزين، بينهم الدكتور محمد البرادعي ونشطاء ائتلاف شباب الثورة، ومنشورات صحفية وصفت وائل ب"الثوري الراديكالى"، الذي يمتلك حماسة وعاطفة كبيرة، لكنه لم يتورط فى أعمال بلطجة، وتعامل مع قضية الضباط المعتصمين في ميدان التحرير بدافع ثوري وطني إنساني، وكثير من حسن النية، ولم يكن يقصد ترويع أو إثارة أي فتن كما أُشيع عنه، نقلا عن أعضاء بائتلاف شباب الثورة، وهو ما كرره الكاتب بلال فضل، نافيًا في أحد مقالاته التهم الموجهة لأبو الليل. وائل سلم نفسه للشرطة العسكرية، أمس الأربعاء، من مقر حزب الغد بوسط القاهرة، بعد وساطة الدكتور أيمن نور، الذي أكد أن أبو الليل أبدى رغبته في تسليم نفسه لعدم قلقه من الاتهامات، ويقينه من براءته، ليبقي على حالة من الجدل وتبادل الاتهامات حول علاقته بالوطني ورجل الأعمال إبراهيم كامل، إلى أن تقرر النيابة العسكرية مصير تلك الاتهامات.