أوباما حاول خداع الإسرائيليين كما فعل مع العرب فى 2009 خطاب أوباما فى القدس «أغنية حب لإسرائيل» أم خداع أكثر تعقيدا؟ جودى رودرن وإيزابيل كيرشنر ترجمة: سارة حسين بعبارات عبرية، وأدلة من أصول إسرائيل القديمة، وتعبيرات عن الإعجاب الشديد، وإظهار للتعاطف، أسر الرئيس باراك أوباما قلوب الكثيرين هنا خلال اليومين الماضيين، وكأنه يمحو سنوات من الشكوكية والحذر بين عشية وضحاها. لكن الخداع الأكثر تعقيدا تجلى فى الرسالة الصارمة التى ألقاها فى خطاب جرىء عصر الخميس، حيث قال إن مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية مهدد ببناء المستوطنات، والأنشطة الأخرى فى الأراضى الفلسطينية، ودعوة الشباب إلى الضغط على السياسيين لإحراز تقدم فى عملية السلام. بينما بدأ فهم الكلمات، تساءل بعض الإسرائيليين ما إذا كان سيتبعها ضغط أكبر من واشنطن. الأفراد الإسرائيليون والمحللون على حد سواء قالوا إن أوباما قد أصاب كل الملاحظات الصحيحة فى خطابه الدولى المتفلز وعبر زيارته الأولى كرئيس. ألقى نكاتا، واقتبس من التلمود، وبجل رموز إسرائيلية، وتعهد بدعم أمريكا العاطفى والمالى الثابت، وشدد على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، وربما يعتبر الأمر الأكثر أهمية هو ترديده للرواية الإسرائيلية حول الصراع مع الفلسطينيين. «تعلم أوباما أخيرا التحدث للإسرائيليين»، حسب يوسى كلاين هاليفى، كاتب وزميل فى معهد شالوم هارتمان. ووصف الخطاب ب«أغنية حب لإسرائيل»، مضيفا: «ما أدركه أن الإسرائيليين يستجيبون إلى العناق أكثر من استجابتهم إلى الضغط». فى مقر المؤتمر حيث تحدث أوباما، تألف الجمهور بصورة كبيرة من الطلاب الجامعيين والنشطاء اليساريين المؤيدين للسلام الذين حيوا بعض كلماته الأكثر صعوبة بتصفيق وصياح حار، لكن رد الفعل خارج الصالة كان أكثر صمتا. نعم، لقد سحرهم، وحصل حتى على احترامهم. الدولة التى لا تزال حتى الآن خائفة وحذرة استمعت بالفعل إلى الحجج بأن السلام أمر ضرورى ومحتمل فقط -وربما الأكثر إرباكا لهم. على النقيض يقتنع كثيرون بأن معركتهم مع الفلسطينيين غير قابلة للحل، وينتابهم القلق بأن دعوات الرئيس المتحمسة حول جيل جديد يحيى العملية السلام المحتضرة ربما يتبعها قريبا مبادرة دبلوماسية محددة قد تتضمن إجراءات صارمة. يقول ديفيد إم إينبرج، الذى يساعد فى إدارة مركز «بيجن - السادات» للدراسات الاستراتيجية: «إذا كان الرئيس يعتقد أن إلقاء خطابين جيدين فى القدس سيجعل الإسرائيليين يثورون ضد رئيس الوزراء نتنياهو، أو سيجعل نتنياهو أكثر ليونة، فهو مخطئ». أصدر نتنياهو تصريحا من سطرين بعد الخطاب الذى سعى فيه أوباما بفاعلية إلى تجنب رئيس الوزراء فى نداء مباشر إلى العامة. اتفق مع أوباما فى ما يتعلق ب«وجهة النظر الخاصة بالحاجة إلى تطوير عملية السلام التى تضمن أمن المواطنين الإسرائيليين». تسيبى ليفنى، وزيرة العدل الجديدة المسؤولة عن ملف خاص لتعزيز السلام، تبنت خطاب أوباما عبر إصدار بيان قالت فيه: «من واجبنا تنفيذ رؤيتنا الصهيونية كما أعلن ببلاغة شديدة فى كلمته اليوم». بينما رفض نفتالى بينيت، أحد كبار الوزراء الذى يعارض حزبه «البيت اليهودى» إقامة دولة فلسطينية، أحد معتقدات الرئيس الأساسية، مشددا على أنه «لا يوجد احتلال على أرضنا الخاصة». ربما لهذا السبب اختار أوباما بوضوح عدم توجيه رسالته إلى السياسيين، رافضا التحدث فى البرلمان. نص تعليقاته الذى تم توزيعه من قبل البيت الأبيض كان بعنوان «إلى شعب إسرائيل». اتخذ أوباما مسارا مماثلا فى خطابه الذى ألقاه فى جامعة القاهرة عام 2009، بلغة محبوكة للفوز بثقة جمهوره العربى. ذلك الخطاب أيضا تميز بنجاحه، وعمل على رفع التوقعات التى لم تتحقق. المحلل هاليفى تابع القول إنه يشك فى أن أوباما قد أقنع الإسرائيليين بأن عباس شريك مستعد أو أن العالم العربى الثورى «سيقبل قريبا بدولة يهودية»، لكنه قال إن الرسالة حول المشكلات التى تسببت فيها أنشطة إسرائيل فى الضفة الغربية سيكون لها صدى على نطاق واسع. العراق سيخبرنا إذا كانت مصر وبلدان الربيع العربى ستعود إلى العصور الوسطى أم لا توماس فريدمان ترجمة: محمود حسام ربما يبدو العراق كأنه آخر مكان فى الشرق الأوسط، فكان علينا أن نساعد على بناء الديمقراطية به، لكنه كان الأهم على الإطلاق. فى هذه الذكرى العاشرة للغزو الأمريكى للعراق، هناك ثلاثة أمور واضحة. أولا، أنه مهما يحدث فى العراق، فإننا دفعنا ثمنا غاليا من أرواحنا وأموالنا وتركيزنا. والثانى، أنك من الممكن أن تدفع ثمنا غاليا لشىء ذى قيمة، وربما كذلك تدفع ثمنا غاليا لقاء شىء لا حاجة إليه على الإطلاق. ما دفعنا الثمن غاليا من أجله فى العراق ما زال غير واضح، وسيحدده العراقيون أنفسهم. ثالثا، بقدر ما نود لو أننا كنا تجاهلنا العراق، فإن ما يحدث هناك مهم للشرق الأوسط أكثر من أى وقت مضى. بالنظر إلى تاريخ العراق من الديكتاتورية الوحشية، فإنه ربما بدا كآخر مكان فى الشرق الأوسط كان علينا أن نحاول أن نساعد على ولادة ديمقراطية تحكم نفسها. واقع الأمر أنه كان أهم مكان فى الشرق الأوسط. فقط انظر إلى سوريا وسوف تفهم لماذا. لقد تشكل العراق من جميع الطوائف التى تسكن مختلف البلدان العربية وعاشوا معا لأكثر من خمسين عاما فى ظل حكام مستبدين، حكموا بقبضة حديدية. إذا استطاع العراقيون أن يظهروا أنه بعد التخلص من حكامهم المستبدين فإن كل مكونات المجتمع العراقى (الشيعة والسنة والأكراد والتركمان والمسيحيين) يمكنهم أن يكتبوا عقدهم الاجتماعى الخاص ليعيشوا معا فى سلام بدلا من أن يعيشوا فى ظل حكم وحشى من القمة إلى القاع، فعندها يمكن أن يكون هناك مستقبل ديمقراطى فى أنحاء العالم العربى. هذا الاحتمال لم يتحقق بعد. لقد أطحنا بالديكتاتور فى العراق. والشعوب قامت بالشىء ذاته فى تونس ومصر واليمن وليبيا، وقريبا سوريا، لكن نفس الأسئلة تحوم حول هذه البلدان: هل يمكنهم أن يقدموا حكومات مستقرة ولائقة وتمثل الجميع؟ هل يمكن للشيعة والسنة والأكراد والمسيحيين والعلمانيين والإسلاميين أن يعيشوا معا كمواطنين ويتشاركوا السلطة؟ إذا حدث هذا، فإن السياسات الديمقراطية سيكون لها مستقبل فى هذه المنطقة. وفى حال لم يحدث ذلك، فإن المستقبل سيكون كابوسا من الحكم الاستبدادى، حيث يتم الإطاحة بالديكتاتوريين ذوى القبضة الحديدية، لكن سيحل محلهم الطوائف والعصابات والقبائل المتنازعة، مما يجعل من المستحيل وجود الحكم الرشيد المطلوب من أجل التنمية البشرية لملايين العرب. لا يوجد دخلاء اليوم، لا عثمانيون ولا أوروبيون ولا أمريكيون ولا جامعة عربية ولا أمم متحدة، يريدون أن يحلوا محل الحكام الديكتاتوريين فى الحكم، كما أنه لا يوجد حكام مستبدون يمكنهم أن يحافظوا على قبضتهم الحديدية. إذن، إما أن تجد المجتمعات فى هذه البلدان العربية سبيلا إلى تشارُك السلطة، وإما أن العالم العربى بأكمله سيصبح مكانا أشبه بواحدة من تلك المناطق على خرائط العصور الوسطى التى تقول: «حذار: هنا مكمن التنين» (كانت العبارة تستخدم فى خرائط العصور الوسطى للإشارة إلى المناطق التى تنطوى على خطورة أو التى لم يتم اكتشافها بعد). لهذا فإن أهم عملية سلام اليوم فى الشرق الأوسط هى عملية السلام المطلوبة بين السنة والشيعة والمسيحيين والأكراد وكذلك بين الإسلاميين والعلمانيين. على الرغم من أخطائنا الفادحة، وعلى الرغم من أن كل جيران العراق والمجاهدين السنة يحاولون دفع العراق إلى الفشل (انظر إلى أعمال القتل يوم الثلاثاء الماضى) فإننا فى النهاية ساعدنا العراقيين على كتابة دستورهم الديمقراطى لحل اختلافاتهم السياسية، إذا أرادوا. لا يوجد لدى أى من البلدان العربية الأخرى التى تمر بمراحل انتقالية قابلة خارجية أو نيسلون مانديلا من أبنائها ليقوم بهذا. وجميع هذه البلدان فى بداية صراعات طويلة وصعبة. إن أى شخص مهتم بما يحدث فعلا فى العراق اليوم يجب أن يقرأ «مقال رولا خلف» المطول فى الذكرى العاشرة لغزو العراق، المنشور بجريدة «الفاينانشيال تايمز» الذى تظهر فيه بلدا يتقدم ويتراجع فى الآن ذاته. كتبت تقول: «خارج جامعة بغداد أجلس فى حافلة صغيرة وأتجاذب أطراف الحديث مع الطلبة. عاليا، 24 عاما، وهى تدرس للحصول على الماجستير فى البيولوجيا، تقول إن الشباب يتمتعون بالوصول إلى الإنترنت وعشرات المحطات التليفزيوينة التى أنشئت فى العراق، وتضيف أنه على الرغم من الصراعات السياسية بين النخبة، فإنه لا يوجد شعور بالانقسام بين السنة والشيعة فى الجامعة. غير أنها محبطة للغاية كذلك فأسرتها ينتابها قلق دائم بشأن مكان وجودها. تقول (الحرية يجب أن يكون معناها القدرة على أن تفعل ما تريد، لا أن تتحدث فقط)». إن هذه الطالبة تمثل أمل العراق. أؤمن أن العامل الحقيقى للتغيير فى مجتمعات عراق ما بعد الديكتاتورية هو شىء يستغرق تسعة أشهر و21 عاما لكى تتغير. يعرف هذا ب«جيل جديد»، وهو جيل يفكر ويتصرف بطريقة مختلفة عن آبائه. أول احتجاجات حاشدة ضد فلاديمير بوتين بدأت بالضبط تقريبا بعد تسعة أشهر و21 عاما على نهاية الشيوعية. هل يمكن أن يعرف العراق قدرا كافيا من الاستقرار السياسى والطائفى لكى يكون بمقدور جيل جديد أن يتربى على قراءة ما يريد، والسفر إلى المكان الذى يريده ويبدأ أى مشروع يريده وينظم أى حزب سياسى كما يريد- فى إطار هذه العملية- وأن ينتج عددا كافيا من العراقيين الذين ينظرون إلى أنفسهم كمواطنين مستعدين وقادرين على العيش معا فى سلام مع غيرهم من الجماعات الأخرى. إن أوروبا لم تبنِ الديمقراطية بين عشية وضحاها، وبالتأكيد نفس الشىء ينطبق على العراق. يقول جوزيف ساسون، وهو أستاذ بجامعة «جورج تاون» ولد فى بغداد، وهو مؤلف كتاب «حزب صدام حسين البعثى: داخل نظام سلطوى» يقول إن «المجتمع العراقى فى عهد صدام كان فى يعيش فى ألم نفسى، وتأثير 35 عاما من الحكم السلطوى لن يزول سريعا». ربما يستغرق الأمر جيلين من تلك الأصوات الشابة فى جامعة بغداد، لكى يكونوا التيار الرئيسى. وربما يستغرق الأمر وقتا أطوال. وربما لا يحدث هذا أبدا. إن أى منصف ينظر إلى العراق اليوم يمكنه رؤية بذور مجتمع مدنى تنمو وطائفية سامة تنتشر. من أجل شباب العراق ومن أجل استقرار العالم العربى، ومن أجل جميع من ضحوا لكى يكون للعراقيين الفرصة فى حكم محترم، أتمنى أن تكون الذكرى العشرين للغزو الأمريكى مناسبة لحكم أكثر إيجابية. الصين تسقى أمريكا من نفس كأس «الحرب الإلكترونية» جريج أوستن ترجمة: ابتهال فؤاد سجّل الرئيس باراك أوباما قلقه الشديد فى خطابه الأول حول حالة الاتحاد بشأن الهجمات السيبرانية (الإلكترونية) التى سماها ب«أعدائنا». جاءت تصريحاته فى ال12 من فبراير الجارى بعد أيام من تسرُّب معلومات من المخابرات المركزية الأمريكية، وجاءت تقديرات المخابرات على أن السبب فى ذلك هو الصين، مجددا، باعتبارها الأكثر خطورة وتهديدا فى مجال هجمات القرصنة الإلكترونية. أوصى بعض من مستشارى الرئيس أوباما باتخاذ قرار قاسٍ لإرسال إشارة واضحة إلى الصين لتقوم بتغيير أساليبها. ولكن حتى إن قام الأمريكيون بالرد على تلك الهجمات، فمن غير المرجح أن ترد الصين كما يأملون. سيستمر التجسُّس، وعلى الأرجح على نحو أكثر حدة، بغضّ النظر عما تفعله الولاياتالمتحدة. واحدة من الشكويين الموجهتين ضد التجسس الصينى هى أن المنظمات، الخاصة والحكومية، تقوم بسرقة أسرار التصميمات من الشركات الغربية على نطاق واسع، على الرغم من تعارض سرقة حقوق الملكية الفكرية مع القانون المحلى للصين والالتزامات التعاهدية الدولية فى المنطقة لأكثر من عقد من الزمن، بالإضافة إلى أن الجهود الأخيرة التى قامت بها الصين لاحترام تعهداتها كانت كبيرة للغاية، هذا إذا أخذنا فى الاعتبار أنها لم يكن لديها مثل هذه القوانين فى تاريخها. ولكن فى الصين نكتة تقول إن المحاكم الصينية وُجدت لتخسر الشركات الأمريكية قضاياها المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية. تهديدات الأمن القومى، هى الشكوى الرئيسية الثانية، التى تختلف عن سرقة حقوق الملكية الفكرية، وتعطى صورة واضحة عن المحك الذى تقف عنده الصين فى هذه المواجهة الدبلوماسية المتصاعدة بشأن التهديدات الإلكترونية. تؤكد إدارة أوباما أن الصين تستخدم أنواعًا مختلفة من «المجسات السيبرانية» التى تتراوح بين المجسات البسيطة المستخدمة لمحو المواقع على شبكة الإنترنت، والحرمان من الخدمة، والتجسس، والتدمير، وتحتل مناصب معيَّنة داخل شبكة المعلومات الخاصة بالبنية التحتية للولايات المتحدة بحيث يمكنها أن تتداخل معها إذا ما أصبحت المواجهة العسكرية على تايوان وشيكة. بالنسبة إلى المخطّطين فى الصين، قد يُنظر إلى هذا النشاط على أنه لا يختلف عن ذلك النوع المتعلق بتخطيط الطوارئ والعمليات الإلكترونية التى تتولاها الولاياتالمتحدة نحو الأهداف العسكرية الصينية والبنية التحتية الحيوية. قام المحللون العسكريون الصينيون والزعماء بدراسة استخدام الولاياتالمتحدة للهجمات السيبرانية ضد البنية التحتية الحيوية منذ أن ظهرت تقارير غير مؤكَّدة تتعلق بهجمات الولاياتالمتحدة فى عام 1999 ضد إمدادات الكهرباء وأنظمة الهواتف فى صربيا. تلونت وجهة نظر الصين أيضا باعتماد القيادة الشديدة على أجهزة المخابرات والقوات المسلحة والمسؤولين الرئيسيين عن التجسس من أجل الاستقرار السياسى. مع ذلك، هناك حالة من الريبة تسود الصين تتعلق بتوقعات الولاياتالمتحدة من أن تقوم الصين برفض مبدئى للتجسس الإلكترونى العسكرى. سيجادل الصينيون بأن الولاياتالمتحدة تقوم بهذا، وكذلك يجب على الصين أن تظن ذلك أيضا. هناك التزام فى الصين بفكرة أنه من وجهة نظر الاستعداد العسكرى فى عصر المعلومات، يجب أن تكون قادرة على استخدام المنافع السيبرانية، إن استطاعت ذلك، لتعطيل البنية التحتية الحيوية للخصم، الذى تعتمد عليه الحملة العسكرية. ففى نوفمبر الماضى، أعلنت القيادة الصينية أنها سوف تعجل بتطوير تكنولوجيا المعلومات لأغراض عسكرية. لدى المستشارين العسكريين فى الصين حاليا قضية سهلة يمكن تبنّيها. لماذا ينبغى للصين أن تتخلى عن عملياتها الطارئة غير القاتلة والمتعلقة بالهجمات الإلكترونية المحتمَلة على البنية التحتية الحيوية فى الوقت الذى تسعى فيه الولاياتالمتحدة نفسها لخيار الهجوم الإلكترونى؟ يعتقد المخططون العسكريون الصينيون أنهم سيشنُّون فقط هجوما إلكترونيا على البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة فى حالة وقوع اشتباك عسكرى وشيك واسع النطاق من الولاياتالمتحدة على تايوان. فى حين أن الأمريكيين لا يمكنهم الحصول على ثقة مماثلة، ويعتبر قلقهم مشروعا، هذا هو تصور الصينيين الذى يشكل استجابات الصين. لا يساعد هذا الوضع المحيِّر القضية الأمريكية: سرقة حقوق الملكية الفكرية، وتهديدات الأمن القومى. يأتى هذا الارتباك بسبب تقدير البعض فى الولاياتالمتحدةالأمريكية أن الصين لديها سياسة واضحة عن تآكل القوة الاقتصادية الوطنية الأمريكية من خلال التجسس الإلكترونى واسع النطاق. ويقدم ذلك على أنه شكل من أشكال الحرب الاقتصادية، نقطة الخلاف التى يتنازع عليها المحللون الأمريكيون. من الضرورى أن يكون للصين سياسة استخدام أى وسائل متاحة، بما فى ذلك جمع المعلومات الاستخباراتية السرية، لتحسين التكنولوجيا الخاصة بها وقوتها الاقتصادية. وبعد كل شىء، يجب أن تتجنب حظر تصدير تكنولوجيا الولاياتالمتحدةالعالية فى المنطقة من أجل الصين. ولكن يقول المسؤولون الصينيون، ويتفق معظم الاقتصاديين الأجانب، إن الصين لديها مصلحة كبيرة فى استقرار وانتعاش اقتصاد الولاياتالمتحدة. لدى الولاياتالمتحدة سبب وجيه وعاجل لتجادل من أجل الاستقرار الاستراتيجى فى الفضاء الإلكترونى. وللعمل من أجل هذا الهدف مع الصين باعتبارها شريكا لا مفرّ منه، ستحتاج الولاياتالمتحدة إلى تقديم مبررات حول التجسس الإلكترونى لتحقيق رؤية مترابطة، وعالم رقمى مترابط.