إنها السينما على طريقة الجماعة! «على فكرة إحنا مش إخوان».. هذه هى الجملة التى يرددها معظم العاملين بسينما النهضة تلك «الجماعة» الفنية الجديدة التى أطلقت أولى تجاربها السينمائية بعنوان «تقرير». ثم تصطدم بتصريحات لياسر محرز المتحدث الرسمى باسم الجماعة يدين فيها منع عرض الفيلم، وأخرى لحمدى حسن القيادى بنفس الجماعة يتساءل فيها عن سبب الحملة الشرسة ضد الفيلم وتتوالى تصريحات الإخوان للدفاع عن الفيلم «اللى مش إخوانى»! المشكلة مش فى كل ده، إنما فى آلية الدفاع نفسها، إنهم يدافعون عن فيلم تم إلغاء عرضه لأنه غير مصرح به رقابيًّا باعتراف المخرج الذى أكد أنه لم يحصل على أى تصاريح خاصة بالفيلم «سواء تصريح إجازة السيناريو رقابيا، أو تصريح تصويره فى الشوارع، أو تصريح عرضه»، وأن المسؤولين بأكاديمية الفنون استغلوا هذه «التفصيلة التافهة» لمنع الفيلم، مضيفا أنها حجج واهية و«ذريعة» هدفها منعهم من تقديم فنهم! ذريعة إيه راجل؟! قول كلام غير ده؟! يعنى المطلوب من إدارة الأكاديمية علشان مايبقوش بيتلككوا أو بيعملوا ذريعة أن يوافقوا على عرض مادة فيلمية غير مصرح بها رقابيا وفيلم تم تصويره فى شوارع القاهرة دون الحصول على تصاريح تصوير وفريق عمل يطالب بعرض الفيلم رغمًا عن الرقابة، بحجة إن البلد كلها بايظة وهى جت علينا؟! ولما الرقابة تتشطر على الأفلام اللى بتتعرض ليل نهار على «اليوتيوب» تبقى تيجى وتمنع فيلمنا؟! ثم تبدأ حملة قيادات الإخوان للدفاع عن حق المخرج فى عرض فيلمه دون رقابة! هو فى حاجة غلط ولا أنا بيتهيألى؟! إنها نفس الحاجة الغلط التى تدير بها جماعتهم البلد، نفس الطريقة ونفس الدوائر المغلقة اللى بيلفوا فيها بلا ملل، ونفس طريقة تلبيس العمم لغير أصحابها، عسى أن يتلهى أصحاب العمم فى إعادتها إلى رؤوسهم فينسون همهم الأصلى. إلى صناع سينما النهضة مبدئيا إنتو مش محتاجين تحلفوا إنكو مش إخوان، إحنا مصدقينكم -وبالمناسبة هذا المقال أيضا ليس عن الإخوان- ثم أيا كانت توجهاتكم الدينية أو السياسية فاعلموا أن كل ما عملتوه فى دنيتكوا ده حمادة، والفن حمادة تانى خالص! لحد هنا وستوب، فالفن لا يكيّل بالبتنجان يا سادة، فله معايير أخرى، وقوانين عليكم أن تلتزموا بها، طالما ارتضيتم أن تقدموا سينما «لن نحكم عليها إلا بعد عرضها» أما طريقة خدوهم بالصوت لا يغلبوكم، وأداء وضع اليد واللى عندكو اعملوه فلا يصنع فنا، ولا يمهد لإبداع، أو يفتح له مجالا سواء كان سينما أو غيره.