تواصلت أزمة معديات ومراكب الموت بمحافظة القليوبية وأبدى المئات من مواطني المحافظة تخوفهم من تكرار كارثة الوراق، ليكون مصيرهم الموت غرقًا في مياه النيل؛ بسبب سوء حالة المراكب النيلية البدائية. وتعتمد المراكب في عبورها للمياه بين الضفتين على شد الحبال المربوطة على جانبي النيلن وستكون الكارثة حتمية إذا انقطع الحبل المربوط أو اختل توازن المركب، ليكون الضحية مواطنين بسطاء لا ذنب إلا أنهم حرموا من طريق بديل سوى تلك المعديات القاتلة. ففي منطقة منطقة الحرس الوطني ببنها أبدى المئات من سكان المنطقة تخوفهم؛ بسبب اعتماد العزبة والمناطق المجاورة لها على المعديات النيلية المتهالكة، ولا بديل عن استخدام هذه المعديات سوى السير بالسيارات حتى مزلقان ميت عاصم على الطريق الزراعي، أو مزلقان بلتان بطوخ، واللذان يبعدان 10 كيلو مترات عن المنطقة. أهالي العزبة -التي تقع على طريق خط 12- في مدينة بنها والمؤدي للقناطر الخيرية يعانون الأمرين، وخاصة كبار السن والمرضى الذين يضطرون لاستقلال المعديات التي أطلقوا عليها معديات الموت وصار عبور الرياح التوفيقي من الضفة الأخرى التي تقع في منطقة عزبة الزراعة بمثابة «العبور للأخرة» بعد أن تم إغلاق الطريق المؤدي لها ولطريق القناطر الخيرية؛ بسبب أعمال الإنشاءات في كوبري الرياح التوفيقي. نفس الحال ينطبق على المعدية الرابطة بين قرية بطا ومنطقة مجلس مدينة بنها والتي تتسم بالبدائية، وكذلك المعدية المواجهة لسوق بنها العمومي ومعديات كفر شكر. من جانبه قال المهندس سامي صالح، نائب رئيس الوحدة المحلية لمدينة بنها، إن قسم الملاحة النهرية بالوحدة المحلية يشرف على المعديات الموجودة بنطاق المدينة والقرى التابعة لها، مشيرًا إلى وجود أكثر من معدية بمدينة بنها، ويتم منح التراخيص لها وفقًا لضوابط محددة واشتراطات السلامة والأمان. وأضاف صالح أن سلامة الركاب مسئولية صاحب المعدية بشكل كامل، ولكن لا يُسمح بأي تجاوز أو مخالفة تهدد حياة المواطنين، مؤكدًا أن الوحدة المحلية ببنها لم تتلقى أي شكاوى بهذا الشأن. وفي شبرا الخيمة قال السيد موسى، رئيس حي غرب شبرا الخيمة، إنه تم إيقاف المعدية الوحيدة التي تربط بين شبرا الخيمة والوراق؛ بسبب وجود أعمال إصلاحات بها وتهيئتها لتكون أكثر أمنًا للمواطنين، خاصة أنها تنقل السيارات والمواطنين وبأعداد كبيرة بين الضفتين بين شبرا الخيمة والوراق، وسيتم تشغيلها بعد انتهاء الأعمال واستيفاء الشروط. الأمور لم تقف عند بنها وشبرا بل امتدت إلى العشرات من قرى شبين القناطر الخيرية وأصبحت المعديات هي الوسيلة الوحيدة لعبور الأهالى الذين ينتظرون الموت يوميًا. وفي القناطر التي تعتمد على السياحة النيلية صار الأمر أكثر إلحاحًا لتشديد الرقابة على أصحاب اللنشات ومتابعة الأمان بها. من ناحيته أصدر المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، تعليمات مشددة للإدارات المعنية بالمحافظة والمسطحات المائية والري بحصر شامل بكافة المراكب النيلية وسط النيل "ببنها والقناطر" والمعديات النيلية في شبرا الخيمة وكفر شكر؛ للتأكد من سلامة التراخيص ووسائل الأمن والآمان وتحرير محاضر للمخالفين. كما كلف المحافظ بإجراء عمليات التفتيش الدوري للتأكد من التزام المراسي واللنشات والمراكب بشروط التراخيص قائلاً "إننا نشجع السياحة النيلية خاصة في مدينة القناطر الخيرية بشرط ألا تكون على حساب أرواح المواطنين". وذكر أن المحافظة لا تتدخل في منح التراخيص لهذه المراكب ولكن لا يمكن السكوت عن أي مخالفات لها؛ فالحفاظ على أرواح المواطنين واجب، ولن تسكت المحافظة حتى تحدث كارثة، مشددًا على حظر تشغيل المراكب النيلية بدون ترخيص خاصة في مدينتي القناطر وبنها حيث يستخدمها الزوار والمواطنين في التنزه وسط النيل.