كتب - شيماء سرور وعبدالرحمن أبو رية أصبح قاطني محافظة سوهاج، على ضفتي النيل الشرقيةوالغربية، مخيرين بين توقف معالم حياتهم اليومية، من عمل وقضاء حوائج وتعليم وتجارة وصناعة، وبين فقد حياتهم ذاتها، وأن يكونوا مستعدين للموت غرقًا في أي وقت، حال استقلالهم المعديات النهرية، حيث أن الآلاف من أبناء المحافظة يضطرون لاستخدامهم، للانتقال بهم كوسيلة مواصلات بين المراكز والقرى القريبة منهم بقصد التجارة والتعليم.
ويوجد بمحافظة سوهاج 6 معديات نهرية، تربط شطرها الشرقي بالغربي والعكس، حيث توجد معدية «الهمامية»، والتي تربط بين مركز طما التابع لمحافظة سوهاج من الجهة الغربية، بمركز البداري التابع لمحافظة أسيوط من الجهة الشرقية، ومعدية «الخذندارية» بمركز طهطا، وتربطه بمركز ساقلتة والبداري، ومعدية «الشورانية» بمركز المراغة، ومعديات مراكز البلينا وجرجا والمنشأة، إلا أن جميع المعديات متهالكة وتفتقر إلى أبسط سبل الأمان والحماية، بالنسبة للأهالي الذين يستقلونها أو العاملين عليها.
رصدت «عدسة التحرير» حالة المعديات والذين يستخدموها من الأهالي، وقال علام السيد، من أهالي قرية «السكساكة» التابعة لمركز طما، إنهم منذ الصغر وهم يستقلوا المعدية للانتقال بها لمركز البداري بمحافظة أسيوط، لقضاء بعض أمور الحياة، إلا أنهم في كل مرة يستقلونها يلقنوا أنفسهم الشهادة عشرات المرات، وخاصة أن مرسى المعدية من الناحية الغربية في قريتهم لا يوجد به أية تجهيزات، وعبارة عن جزء من حافة الأرض، والذي ترسى عليه المعدية ولا يوجد كراسي، أو أماكن للجلس بها في انتظار المعدية، وطالب «علاء» محافظ سوهاج بإصدار تعليماته بتجهيز المرسى من الجهة الغربية. وأضاف حسني خليفة، عامل، قائلًا إن «محافظة سوهاج بترمي شيلة معدية السكساكة على محافظ أسيوط لأنها تابعة لها، وليس لمحافظة سوهاج أية علاقة بها»، مطالبًا الدكتور أيمن عبدالمنعم، المحافظ، بأن يكون للمحافظة دورًا فيها، حيث أنها تخدم المحافظتين، وأن يكون هناك معدية أخرى مجهزة ومعد لها مرسى كما هو الجهة الشرقية من ناحية أسيوط، وأن يتم تخفيض تعريفتها، لاسيما أن غالبية من يستقلونها هم التلاميذ، حيث تبلغ تعريفتها جنيهًا ونصف الجنيه، وهو ما يعد تكلفة بالنسبة لأولياء الأمور. وأشار حامد علي، مدرس، إلى أن الإهمال الذي تشهده المعديات لا يلقى عاتقه على العاملين والمسئولين فقط، بل المواطن نفسه له دور فيه، حيث أن غالبية الأهالي غالبًا ما يصطحبون أطفالهم أو حيوانتهم التي تعبث بمحتويات المعدية، كما أن السيارة تصعد على ظهر المعدية كما هي بركابها، وقد يتركها قائد السيارة دون أو يوقفها أو يؤكد على فراملها، وهو ما يعرض السيارة ومن بها لخطر السقوط في نهر النيل مباشرة.
أما في مركز العسيرات جنوب محافظة سوهاج، لازال الأهالي والطلاب ينتقلون بين شطري المركز الذي يقسمه النيل باستخدام القارب الصغير، والذي سبق وسقط بهم في النهر عدة مرات، وهو ما آثار غضب الأهالي ودفعهم للتجمهر أمام مكتب المحافظ منذ عدة سنوات حتى حصلوا على موافقة بإنشاء كوبري لهم، ومرسى لاستقبال معدية كبيرة لأنها مقارنة بالمراكب الصغير هي الأوفر أمانًا، إلا أن تلك القرارات لازالت دفينة ومتوقفة عن التنفيذ.
وأوضحت إحدى ربات المنازل، أن العبّارة التي تستقلها بناحية جزيرة الشوارنية، التابعة لمركز المراغة، لا تلتزم بحمولة قانونية لحماية المواطنين، إلا أنها غالبًا ما تزيد عن الحمولة بكميات كبيرة، ولا يهتم العاملين عليها إلا بتحصل التذكرة، دون مراعاة لسلامة الركاب أو غيره.