عُرض بالأمس الفيلم التسجيلى الطويل «الطريق لوسط البلد» للمخرج شريف البندارى بمركز الحضارة بدار الأوبرا فى إطار افتتاح فاعليات الموسم الثقافى الجديد للمركز، التى قررت أن يكون موضعها هذا الموسم هو السينما البديلة. الفيلم قام بعرض نظرة متعددة الأبعاد لمنطقة وسط البلد سواء من خلال وجهات نظر مختلفة لعدة أشخاص أو من خلال عرض للمظاهر المتناقضة والمميزة لوسط البلد، ودار الفيلم حول عدة محاور حاول المخرج من خلالها عرض نظرة شاملة لما تحتويه وسط البلد من تناقضات مزعجة ومحببة إلى النفس فى ذات الوقت. قام المخرج بربط المحاور الستة التى اعتمد عليها فى الفيلم، إذ حاول من خلالها أن يقوم بتلخيص وسط البلد فى عيون معظم روادها ومحبيها، فى مزج فنى يدل على مجهود مونتاج متميز بإيقاع سريع يسرقك بسهولة ويشد انتابهك لكل لقطة من لقطات الفيلم دون ملل. الخط الرئيسى الذى قام بدمج باقى الخطوط الخمسة فى الفيلم، كان يدور حول فتاة فى سيارتها، فى الطريق إلى وسط البلد لتلحق بموعد هام وحتى نهاية الفيلم وبعد ما تمر به من صعوبات مرورية لا تستطيع اللحاق بموعدها، بينما يأخذك خط آخر فى الفيلم مع الكاتب مكاوى سعيد فى إحدى رحلاته إلى محلات الأنتيكات لنكتشف الوجه الحسن التاريخى لوسط البلد، وينتقل بك إلى منطقة أخرى وبُعد آخر لوسط البلد المتمثل فى الباعة الجائلين والضوضاء الناتجة عنهم، لكنه يفصلك سريعًا عن هذا الإزعاج ليأخذك إلى ماريز هلال صاحبة المطعم الشهير «استوريل»، الذى يعتبر من أهم معالم وسط البلد، الذى يعرفه جيدا كل من خاض تلك المنطقة لفترة طويلة، فنعيش مع ماريز نوستالجا رائعة «حنينا» عن أجواء وسط البلد بين الماضى والحاضر وما جد على وسط البلد ويأثرك شغفها بوسط البلد وتمسكها بها على الرغم من كل التشوهات التى تعرضت لها تلك المنطقة الاثيرة، وبعيدا عن العين الأرستقراطية التى رأيت من خلالها وسط البلد بعيون ماريز، يأخذك الفنان عبده البرماورى ليجعلك ترى وسط البلد من عين.. ابن البلد.