يبدأ الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، مرحلة جديدة من المفاوضات المكثفة لكن هذه المرة بين إدارة الرئيس باراك أوباما والكونجرس الأمريكي إذ يعمل بعض الجمهوريين منذ فترة طويلة على إفشال التوصل لاتفاق. وستواجه أي محاولة في الكونجرس لإلغاء الاتفاق معركة شاقة حيث يتمتع الجمهوريون بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ لكنهم سيحتاجون دعما من عشرات من أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له أوباما لضمان إصدار "قرار بالرفض" وهو القرار الذي يمكن أن يعرقل الاتفاق. واحتمالات حدوث ذلك محدودة، ويحتاج إصدار قرار بالرفض إلى تأييد الأغلبية الجمهورية وحسب في مجلس النواب لكنه يحتاج لأصوات ستة أعضاء ديمقراطيين على الأقل لتحقيق الأغلبية المطلوبة لتمرير القرار في مجلس الشيوخ وهي 60 صوتا. وتبدو احتمالات حشد أصوات كافية لإلغاء استخدام أوباما شبه المؤكد لحق (الفيتو) اعتراضا على قرار الرفض المحتمل أقل. وتعهد أوباما أمس الثلاثاء بأن يستخدم حق الفيتو ضد أي مشروع قانون يقره الكونجرس يمنع تطبيق الاتفاق الإيراني. وأشادت نانسي بيلوسي التي تقود الديمقراطيين في مجلس النواب بالرئيس الأمريكي في بيان، قائلة إنها تمتدح الرئيس "لقوته خلال المفاوضات التاريخية التي قادت إلى هذه المرحلة" ووعدت بأن يدرس الكونجرس تفاصيل الاتفاق "عن كثب". وتصدى الأعضاء الديمقراطيون في مجلس الشيوخ بحزم حتى الآن للجهود التي كان يقودها الجمهوريون للتدخل في المحادثات التي شملت إيران والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، وعبر البعض عن تشككه في الاتفاق لكن آخرين قالوا إنهم يتوقعون التصويت بالموافقة عليه. وقالت السناتور ديان فينشتاين وهي ديمقراطية مخضرمة ورئيسة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ إنها ستؤيد الاتفاق. وأضافت في بيان: "هذا اتفاق قوي يلبي احتياجاتنا للأمن القومي وأعتقد أنه سيصمد أمام اختبار الزمن".