«مزادات سرية»، هذا ما كشفت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية عنه، مشيرة إلى أن الأسلحة المهربة من ليبيا التى ساعدت المتمردين هناك فى الإطاحة بالعقيد معمر القذافى باتت تُباع فى شبه جزيرة سيناء بصورة سرية فى مزادات، مستغلين انعدام القانون والأمن بها. وقالت الشبكة الأمريكية إنها تحصلت على تلك المعلومات بناءً على مصادر خاصة بالجيش الإسرائيلى فضَّلَت أن لا تفصح عن هويته أدلى بها لمنظمة «مشروع استقصائى حول الإرهاب» التى تتخذ من واشنطن مقرا لها، مشيرة إلى أن عمليات البيع غير المشروعة تلك تتم بصورة دورية فى شبه جزيرة سيناء. وتابعت «فوكس نيوز»: «الأنباء التى تحصلنا عليها تفيد بتوافد قوافل من الأجانب، محمَّلين بمبالغ ضخمة ولديهم مهمة واحدة هى الحصول على الكم الأكبر من تلك الأسلحة المتطورة»، مضيفة «لكن المشترين حتى الآن غامضون، لكنها تصل فى النهاية على ما يبدو إلى عملاء فى (القاعدة) وحماس». واستمرت الشبكة الأمريكية قائلة «موقع سيناء الاستراتيجى يجعلها مكانا سهلا يحل فيه المشترون من مختلف الدول والمناطق، والطبيعة الجغرافية لشبه الجزيرة يجعل من المستحيل تقريبا وقف تلك المزادات، أو حتى كشفها». المصدر الإسرائيلى أشار للشبكة إلى أن ما يعزز من قوة تلك المزادات هو الاتصال الوثيق الذى بات قائما بين «القاعدة» والجماعات الجهادية الصغيرة فى قلب سيناء. وأضاف المصدر «من يديرون تلك المزادات لا يفعلون ذلك من أجل المال وحده، لأنهم باتوا يدركون أن الجماعات الجهادية المرتبطة ب(القاعدة) باتت أكثر قوة ونفوذا فى المنطقة، وباتوا هم من يحددون بشكل كبير إلى من تؤول تلك المزادات، ومن يحصل على القنابل ومضادات الصواريخ والأسلحة الآلية، والقذائف، ومن لا يحصل عليها». وأردف قائلا «فى البداية كانت تدعم القبائل الخلايا الإرهابية من أجل المال فقط، ولكنه بعد فترة تحول لدعم أيديولوجى، ثم تطورت الأمور إلى أسوأ من ذلك إذ باتت الآن تلك الجماعات الجهادية المتأثرة بأفكار (القاعدة) أكثر قوة من القبائل ذاتها». فى السياق ذاته، نقلت «فوكس نيوز» تصريحات خاصة عن الخارجية الأمريكية، تقول إن احتمالية انتشار وتهريب الأسلحة هى مبعث قلق الحكومة الأمريكية والمجتمع الدولى، مضيفا «هذا ما نعمل مع ليبيا على احتوائه، وعلى مصر أن توقف انتشارها بمجرد وصولها إلى الصحراء». وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن إدارة أوباما تدفع ثمن موافقتها الضمنية على إرسال قطر شحنات أسلحة للمقاتلين فى ليبيا، التى اتضح فى النهاية أن القطريين يحولونها إلى ميليشيات إسلامية. ونقلت الشبكة عن المسؤول الأمريكى «قطر كانت تلعب على كل أطراف اللعبة، وغالبا الأسلحة التى تُباع فى مزادات بسيناء الآن هى تلك الأسلحة التى كانت ترسلها قطر إلى ليبيا، وتلك هى النتيجة المزعجة التى لم يكتشفها المسؤولون من البداية». وتابع المسؤول «لا نزال نشعر بالقلق إزاء الوضع الأمنى فى سيناء، وسنستمر فى التواصل مع الحكومة المصرية بشأن تلك القضية، وعلى حكومة مرسى أن تدرك طبيعة التهديدات المحتمَلة فى سيناء وأن تأمين شبه الجزيرة أمر حيوى للسلام فى المنطقة بأسرها، كما أنها قد تتحول لمهاجمة القوات الأمريكية أو المواطنين الغربيين فى الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم».