حاجة غريبة ما يحدث فى الساحة المصرية من الغالبية العظمى للسادة مدربى الأندية المصرية من خلال الفضائيات والرد على سين وصاد وعين، أشياء لم أرَها فى حياتى، أتابع يوميا القنوات الرياضية الأوروبية كما يتابعها كثير من المحبين لكرة القدم الأوروبية، لم نسمع مثلا أن أليجرى مدرب الميلان فى بداية السيزون والهجوم الشديد عليه من قبل «سكاى سبور» الإيطالية، هجوم بحرفية، بمنطق، بأرقام، لا للمصلحة الشخصية، ولا هناك مدرب زاقق حد من المذيعين علشان يمشيه من النادى ويركب، عموما مع أليجرى الذى تجرع كأس المرارة فى الأسابيع الأولى مع نادى عوق كما الميلان، فى كل القنوات، فريق لم يحقق سوى 6 نقاط فى سبعة أسابيع، ومع ذلك ومع كل ما قيل فى كل القنوات المتخصصة وغيرها والصحف لم أسمعه فى كل القنوات ولم أشاهده إلا فى المؤتمر الصحفى خلال الأسبوع أو من خلال المباراة. تلك قمة التحضر. عندنا هنا فى مصر سين من الناس أول ما تجيب اسمه تلاقيه بيلفّ على كل الفضائيات علشان يردّ، وهذا ينطبق على الغالبية العظمى للمدربين بعلاقتهم الممتازة بالإخوة المعدين بالبرامح، أصل هما كلهم صحفيين، يعنى زيتنا فى دقيقنا، المهم عم فلان مقعّد ناضورجية للمتابعة علشان يعرف مين جاب اسمه النهارده، تلاقيه ناطط زى فطوطة فى الهوا يخبط فى أى حد ماعرفش ليه. فى مصر لا نقبل النقد، أنت فى عمل عام، من الرئيس إلى الغفير، إذا لم تقبل النقد فعليك الجلوس فى البيت، المنزل، الكازا بالإيطالى، لا، هنا باسم الله تلاقى المدرب من دول أول ما يفوز يسمع الكلام تلاقية طالع كأنة كسب كاس العالم، مع إنه كسبان ثلاث نقاط فى دورى مكسح، وأول ما يخسر ويكون مسار الحديث للفضائيات نهار أبونا مش فايت، كلنا غلطنا فى الذات العلية، غلطنا وجبنا سيرة الأخ مورينيو والسير فيرجسون ليه ليه؟! هو خسر مع إن المشكلة إنه عادى أن ينال خسارة، ممكن أن لا تكون موفقا أو لعيبتك غير موفقين أو على الأقل أخطأت فى تقدير شىء، وراد وبيحصل فى أى مكان فى العالم، إنما المشكلة الكبرى ما دمنا نعيب على اللعيبة المصريين بعدم الثقافة تعالوا نرجع من الأصل، هو المدرب كان إيه؟ كان لاعب، وما دام اللاعب الحالى غير مثقف سيكون المدرب أيضا غير مثقف فى أمور، أنا أتحدث عن ثقافة الاختلاف والحوار وتقبل الهزيمة، وأنا أعلم أن هناك بعض المدربين المجتهدين الذين يسعون للتقدم الدائم، ولكن هناك بعض العوامل الخارجية، ولكن ما دمنا نتحدث عن الثقافة فهى ليس مشكلة اللاعب فقط، وما أتمناه أن يرى المدرب أن الانتقاد من الممكن أن يكون فى مصلحته الشخصية، الانتقاد ليس لأسباب شخصية ولكنه لتصحيح خطأ ما حدث فى أثناء لقاء، وهذا ما يحدث فعلا فى أثناء اللقاء ومع كل مدربى العالم بتوع الصفوة بتوع الأندية الكبيرة، إنما لدينا هنا فى مصر أمران: الأول أن الفوز يعنى أن المدرب فعل ما لا يفعله أى شخص، وهذا دليل عجز وقلة ثقة. والثانى أن الهزيمة تعنى أن اللعيبة ولاد ستين فى سبعين، قصرت فى المباراة، اللعيبة ماقامتش بالواحب، الخطأ جاى من عندهم، وكأن مافيش كورة. سمعت مدرب مصرى طلع قال إن الخطأ منه، هذا دليل على عدم الشجاعة وتعليق الشماعات على أشياء غيره هو نفسيا، وعلشان كده إحنا دايما فى سخونة مستمرة على الهواء مباشرة بين الفضائيات وأساتذة التدريب المصرى وشغلهم الشاغل الدفاع أو الهجوم مع أنهم لو ركزوا فى كده فى المباراة هيكون لهم شأن كبير.