كانت صدفة مسخرة.. ونحن طبعًا نعيش أزهى عصور المسخرة، ورب صدفة مسخرة خير من ألف ميعاد منظرة، على طريقة خالد الذكر قائد نورماندى تو. وصدفة هنا.. ليست الولية صدفة بعضشى، بنت الحرامى بعضشى، بتاعة.. أنت الكلب الكبير.. بحكمتك.. تحتال علينا، لكنها.. صدفة عمر محمد مرسى، يعنى صدفة راكبة بغلة الإمارة، ومقلوظة عمة أمير المؤمنين فوق دماغها، وماشية بنور الله، خلفها الحراس بالشرابات، والأتباع بحلة الفتة والفشة والممبار، والدقون اللى أطول من الطريق الدائرى، يغنون.. كان يوم حكمك أجمل صدفة.. ويوم تعيين المحروس أجمل صدفة.. ياللى جمالك أجمل صدفة.. صدفة لا تعرف عناوين الغلابة الذين لا يرتدون الجلاليب، ولا يلطعون الزبيبة فوق خلقتهم النحس، وقاعدين على القهاوى يلعبوا طاولة، ويطفحوا شيشة وحِلبة حصا، لحد ما ربنا يفرجها، بدل ما يسرحوا بقرد على الموالد، أو يتطوحون فى حلقات الذكر والزار والطهور والسبوع خلف المشايخ من الأهل والعشيرة.. جاتهم نيلة، أو ينحنون أمام مولانا المرشد العام، وهو ليس قريب عائلات النقل العام والقطاع العام، ليختمهم بختم الخلافة والسمع والطاعة على قفاهم، عشان ربنا يفتحها عليهم، ويبرطعوا فى الدنيا ولا الحمير الجربانة. كانت صدفة مسخرة.. الأخ النابغة عمر محمد مرسى، الحاصل على بكالوريس تجارة دفعة 2012، كان ماشى فى الشارع يغنى: جئت لا أعلم من أين.. ولكنى جئت والسلام، بعد أن ضاقت الدنيا فى وشه، ووجد نفسه عاطلا لا شغلة ولا مشغلة، والراجل زهق من شتيمة خلق الله من البغال والحمير على التويتر، فقرر فى ساعة زهق.. يطلع يتفرج على إنجازات السيد الرئيس اللى مالية الشوارع دم، ومشروع النهضة، أو خازوق النهضة، الذى نصبه السيد الرئيس بمعاونة الجنرال خيرت الشاطر قائد الميليشيات المسلحة، عشان الناس تقعد عليه كل يوم الصبح تغنى.. يا نهضة يا غرامى.. يا دمعى يا ابتسامى، ويعدى عليهم الجنرال الركن محمد إبراهيم يلطعهم على قفاهم بختم النهضة، أو فى معسكرات الأمن المركزى، أو يركب بغلة النهضة، ويتمشى بيها على الكورنيش، فجأة.. جاله هاتف وهو صاحى يا سبحان الله، وقاله ادخل وزارة الطيران المدنى يا عمر.. يا بنى.. هاتلاقى قفة النهضة مليانة دهب وياقوت ومرجان.. عبى وامشى، عنها.. ودخل المبنى، وقبل ما ينطق، أو يقولهم إنه ابن الرئيس، قامت الوزارة كلها ترقص وتغنى.. الواد ده حلو سابق سنه.. ودقوا المزاهر يا أهل الوزارة تعالوا.. عمر شرّف ونوّر صدق إلى قالوا.. وأعطوه الوظيفة. وصدفة برضه.. تحولت الحكاية إلى فضيحة، خاصة أن البطالة زادت فى مصر، بعد أن ارتدت الجلابية والعمة، وركبت عربية النهضة الكارو، ودخلت فى أول عامود نور، خاصة برضه أن الأخ عمر يا دوب لسه متخرج وقدامه جيش، فى الوقت اللى حملة الماجستير والدكتواره سارحين بعربيات بطاطا ودرة مشوى، وبدأ القر والزن على الواد الغلبان، فكتب على التويتر، بكل الحسرة والألم، بلاها الوظيفة المنيلة دى، ومالها شتيمة الخلق اللى شافوا سيادة الرئيس.. وماصلوش على النبى، ثم كتب.. كيف أجد وظيفة فى بلدى الحبيبة مصر.. يا قلب أمك يا ضنايا!! والله قطعت بينا يا عمر.. عشان كده.. هاأقولك فكرة عبقرية.. بدل ما يقعدوا يسألوك على رأى مارى منيب.. إنتى جايه تشتغلى إيه؟! إستنى شوية لحد المشايخ ما يقنعوا الرئيس أن يصبح ملكًا كما أعلنوا عند جنينة الحيوانات.. ساعتها بقى يا عم.. ممكن تشتغل سمو الأمير ولى العهد.. بس افتكرنى.