نيجيريا تصطدم ببوركينا فاسو اليوم فى ختام بطولة «العجائب والغرائب» ليس لأنه بين أقوى دولتين فى العالم، ولا لأنه يمتلك أفضل نجوم العالم، ولكن لأنه بين بوركينا فاسو ونيجيريا، وهذه هى طبيعة إفريقيا السمراء، لها العجائب والغرائب، ولا توجد لديها مقاييس، وهذا ما شاهدناه فى نسختين فى البطولة الغريبة والعجيبة للعالم أجمع وليس لى أنا شخصيا. النهائى سيلعب على جزئيات نستعرضها فى 8 نقاط: أولا: الطموح: نيجيريا: دولة بها 120 مليون مواطن ينتظرون بفارغ الصبر العودة بالكأس بعد التأهل إلى النهائى بعد 13 عاما قضوها بعيدا عن منصة التتويج، ولذلك فإن الضغوط كبيرة وكثيرة. بوركينا فاسو: منتخب عكس المنافس، فهو يمثل دولة عدد مواطنيها محدود، والأفقر بين القارة، وتأهله للنهائى سيكون حافزا لهم بعيدا عن أى ضغوط، خصوصا أنه من الأحلام تأهل الفريق إلى المباراة النهائية. ثانيا: النواحى الخططية: نيجيريا: يلعب على سلاح السرعة ونقل الهجمة خلف مجموعة من الأخطاء لأى منافس، ونجح فى ذلك أمام كل منافسيه، ولذلك تأهل إلى النهائى بفضل ثلاثى رائع جدا إيمينيكى وسيموى وإيدى. بوركينا فاسو: يلعب على التمرير الكثير، وهو يشبه إلى حد كبير طريقة المنتخب المالى الذى ضرب بسلاح السرعة نيجيريا، وأعتقد أن البلجيكى بول بوت المدير الفنى لبوركينا شاهد مباراة مالى أكثر من مرة للقضاء على أخطر سلاح وهو المساحات والسرعة فى الهجمة المرتدة والرشاقة للمنتخب النيجيرى فى الخط الأمامى. ثالثا: القوة الدفاعية: نيجيريا: تملك خط دفاع قويا وثابتا فى تشكيلته طوال البطولة، وهذا دليل على القوة الدفاعية التى يملكها النسور. بوركينا فاسو: مثله مثل المنتخب النيجيرى فهو من المنتخبات القليلة التى تملك خط دفاع ثابتا فى كل مبارياته، خصوصا فى قلبى الدفاع. رابعا: طرفا الملعب: نيجيريا: أمر يتفوق فيه المنتخب النيجيرى الذى يملك طرفى ملعب من أمبورزى المدافع الأيمن وإليدرسون المدافع الأيسر الأفضل من كل الجوانب دفاعيا وهجوميا، وهذا مصدر إزعاج للفريق البوركينى، ويحتاج إلى نوعية من المراقبة والتركيز، لأن الخطأ معناه قناة اتصال بين موسيس وإيمينيكى والمدافعين. بوركينا فاسو: يملك طرفى ملعب هما كوفى وباندا، اللذان يلعبان على القوة فى التأمين، وليس لديهما نواح هجومية، ولذلك سيكون صداما قويا ومؤثرا من البداية. خامسا: وسط الملعب: نيجيريا: قوة وسط المنتخب النيجيرى تكمن فى أونازى وجون أوبى ميكيل، وأعتقد أنها الحلقة الحقيقية للسيطرة على رتم وسرعة المباراة، وأنها تشغل كل أجزاء المنتخب النيجيرى، سواء دفاعيا أو هجوميا، ومن مكاسب ستيفن كيشى المدير الفنى للنسور أن اللاعبين فى قمة مستواهم، واستمر على نفس الحال طوال البطولة وما يتبقى إلا النهائى فقط. بوركينا فاسو: مصدر قوتها يأتى من القلب أو روح الفريق، 5 لاعبين فى الوسط، والدليل على هذا أن معظم أهداف الفريق تأتى من الوسط، وتعد من حرفية المدرب بعد إصابة أخطر لاعبيه فى البطولة آلان تراورى، ولذلك عدل من طريقته من 4/4/2 إلى 4/2/3/1، وبالحديث عن قوة الوسط هناك قلبا الارتكاز كونى وروامبا وثلاثى أمامى ممتاز فى الاختراق والدفاع من الأمام والضغط وعدم ترك مساحات، حتى فى المباراة الأولى التى جمعت الفريقين فى بداية البطولة وانتهت بالتعادل، وهو ما يعنى أن صراع الوسط مهم جدا، حتى إذا لم يشارك بتروبيا /الذى قرر الكاف رفع الإنذار عنه والسماح له بالمشاركة فى النهائى/ حتى الآن، لكن البديل جاهز، وتم اعتماده فى البطولة، وهو سانو، فى حالة غياب بتروبيا، وفى تخيلى الوسط هو كل شىء فى الفريقين، ومن يمتلك القلب سيكون له الدور الأكبر فى إنهاء المباراة. سادسا: الروح المعنوية: نيجيريا: نيجيريا ستلعب على إنهاء المباراة من بداية الشوط الأول، معتمدة على عنصرين مهمين، حتى يكون الشوط الثانى تحصيل حاصل، الأول بعد أن لعبت بوركينا أشواط زيادة فى المباراة أمام غانا الثانى، قتل الروح العالية التى عليها الفريق البوركينى. بوركينا فاسو: يملك روحا معنوية ونفسية عالية جدا من الممكن أن يكون لها دور كبير فى المباراة فى التغلب على نقاط وفروق كبيرة بين الفريقين إذا استمرت النتيجة على التعادل سيكون كله فى صالح الفريقين. سابعا: السرعة: نيجيريا: المنتخب النيجيرى يلعب بأسلوب 4/3/3 معتمدا على السرعة والمهارة التى عليها معظم اللاعبين الذين يملكون التفاهم والانسجام، وهذا ما يميز الفريق النيجيرى، ولذلك يجب إيقافه من البداية، وهذا ما يتطلب تضييق كل جزء فى الملعب. بوركينا فاسو: ما يعيب على البوركينيين ثقل وبطء بعض اللاعبين، وهو من الممكن أن يكون لصالح المنتخب النيجيرى، ومع ذلك إذا استطاع منتخب بوركينا السيطرة على أهم اللاعبين، وهم أوبى ميكيل وأليدرسون المدافع الأيسر وفيكتور موسيس، ومن الممكن أن يكون لبوركينا فرصة طيبة فى إنهاء الحلم لبلد فقير وغير غنى ومعدم، ومع ذلك هو فى نهائى إفريقيا، وفى رأيى على المستوى التكتيكى المنتحب البوركينى أكثر جماعية وأكثر تنظيما فى الوسط والدفاع، على عكس الفريق النيجيرى المعتمد على المهارة والسرعة وهما أفضل مميزاته. ثامنا وأخيرا: حراسة المرمى: نيجيريا: فينسنت إنياما من نقاط القوة فى الفريق، ومع ذلك تبقى المشكلة الكبرى وهى الكرات العالية للدفاع وللحارس، وهى أهم نقاط الضعف، وأيضا نقطة قوة للفريق البوركينى، ومع ذلك أعتقد أن الفارق لصالح المنتخب النيجيرى فى بعض المعطيات، وكما ذكرت قوته وأسلحته الهجومية القادرة على إحداث الفارق. بوركينا فاسو: دياكيتى أكثر من رائع، وله دور كبير فى قيادة الفريق إلى المباراة النهائية، لامتلاكه رد فعل ممتازا، فهو من أفضل الحراس فى البطولة، وهو ما يؤكد قوة ومتانة المنتخب البوركينى.