اشتبك شبان مع الشرطة التونسية في قلب العاصمة تونس أمس في احتجاجات على مقتل سياسي معارض رميا بالرصاص هي الأكبر في البلاد منذ قيام الثورة قبل عامين. وخرجت احتجاجات أيضا في مدن أخرى بتونس مثل سيدي بوزيد مهد ثورة الياسمين التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في يناير عام 2011. ودفع العنف والمظاهرات الحاشدة رئيس الوزراء حمادي الجبالي إلى إعلان حل الحكومة لنفسها مساء يوم الأربعاء ووعد بإجراء انتخابات سريعا. كانت الحشود الغاضبة قد أضرمت النار في وقت سابق في مقر لحزب حركة النهضة الإسلامية المعتدلة الذي ينتمي إليه الجبالي. وكانت النهضة قد فازت بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية التي أجريت قبل أقل من عامين. واندلعت الاحتجاجات العنيفة بعد مقتل شكري بلعيد وهو محام يساري كان يتمتع بتأييد سياسي متواضع لكنه كان يتحدث باسم كثيرين يخشون أن يخنق الأصوليون الإسلاميون الحريات التي اكتسبت في أولى انتفاضات الربيع العربي. وقال الجبالي في كلمة نقلها التلفزيون مساء أمس : إنه بعد فشل مفاوضات الاحزاب حول التحوير الوزراي قرر تكوين حكومة كفاءات مصغرة يتعهد اعضاؤها بعدم الترشح للانتخابات المقبلة. وجاء ذلك بعد أزمة على مدى أسابيع في الائتلاف الحاكم المشكل من ثلاثة أحزاب. وهدد حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وهو حزب علماني صغير زعيمه المنصف المرزوقي رئيس البلاد بالانسحاب ما لم تغير النهضة بعض الوزراء.