سياسة نفعية لكنها واعية تتعامل بها تركيا هذه الأيام، مصلحة الشعب والبلاد فى المقام الأول ولا يهم ما عدا ذلك، وإن تغيرت المواقف والتحالفات بين ليلة وضحاها، فبعدما كانت إسرائيل حليفا صارت عدوا عندما رفضت الاعتذار لأنقرة عن ضحاياها على متن «مرمرة»، وعندما حاولت أمريكا التدخل للإصلاح، كان الرد «تركيا ليست بحاجة إلى وساطة».
الدور الآن جاء على الاتحاد الأوروبى والسبب من قبرص المنقسمة لنصفين أحدهما (الجنوبى) يخضع للسيادة اليونانية والآخر للتركية، النصف التركى غير معترف به دوليا والصراع التركى اليونانى فى قبرص يتجدد من حين لآخر، آخر التوترات بسبب احتياطيات الغاز فى البحر المتوسط حول الجزيرة القبرصية وحقوق كل من تركيا وقبرص فى التنقيب هناك.. لكن التداعيات أخطر هذه المرة، فتركيا تهدد بتجميد العلاقات مع الاتحاد الأوروبى بعدما قضت وقتا طويلا تكرس فيه كل جهد ممكن للانضمام لهذا الاتحاد، لكن يبدو أن تحالفات تركيا الأخيرة مع العالم الإسلامى تعزز مواقفها وتمنحها أداة ضغط فعالة.
نائب رئيس الوزراء التركى بشير أتالاى، هدد أول من أمس، بأن تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبى ستجمد علاقتها معه إذا منحت قبرص الجنوبية الرئاسة الدورية للاتحاد لعام 2012، وفى حال عدم حسم مفاوضات السلام بين الدولتين.
لكن قبرص اليونانية المعترف بها دوليا لم تكترث للتهديد وعزمت على مواصلة خطط التنقيب عن الغاز البحرى، وتعهدت بعرقلة محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى ما دامت تتحدى قرارها.