مرة أخرى عادت ساحة التغيير بصنعاء تقطر دما بسقوط 26 شهيدا أول من أمس، وجرح المئات بعدما أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين اخترقوا صفوف الشرطة فى العاصمة صنعاء بعدما انتابهم الإحباط لفشلهم فى الإطاحة بصالح، مما دفعهم إلى العودة للتظاهر بقوة مرددين «التصعيد.. التصعيد»، مستقبلين رصاص الأمن والبلطجية والقناصة. وتفاقم الوضع أمس فى ساحة الحرية أيضا بتعز بعدما اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والثوار وأطلقت القوات النيران فى الهواء لتفرقة المحتجين، مما أدى لسقوط قتيلين، أحدهما طفل صغير كما أسقط رصاص الأمن عشرات القتلى وجرحى آخرين بصنعاء، بينما شهد معسكر الفرقة الأولى المدرعة الموالية للثورة بقيادة اللواء المنشق على محسن الأحمر، انفجارات بعد تحليق الطيران، وكانت الحكومة قد حملت الفرقة مسؤولية قتل المحتجين.
على الساحة السورية، استمرت قوات الأمن والجيش فى هجماتهما ضد المدنيين، مما أدى لسقوط 11 شهيدا أول من أمس، بينهم طفل فى درعا، كما اقتحمت قوات الأسد والشبيحة صباح أمس حى البياضة بحمص وسط إطلاق نار كثيف، وأصيب 15 شخصا فى الحولة، فى حين واصل ثوار سوريا مظاهراتهم المطالبة بإسقاط النظام.
بالتوازى مع حراك الشارع السورى، شهدت المعارضة السورية فى الداخل والخارج حالة من النشاط، فداخليا، اختتم معارضون سوريون مؤتمرا أول من أمس بريف دمشق أعلنوا خلاله ضرورة التمسك بسلمية الثورة، محذرين من مخاطر عسكرتها وداعين إلى عدم الانجرار وراء دعوات التسلح. جاء المؤتمر بدعوة من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطنى الديمقراطى، وشدد البيان الختامى له على أن التغيير الديمقراطى يعنى إسقاط النظام «الاستبدادى الأمنى الفاسد»، بينما لم يذكر صراحة مطالبة الأسد بالتنحى.
من ناحية أخرى، طالبت المعارضة السورية فى الخارج بالحماية خلال المؤتمر التأسيسى للائتلاف العلمانى الديمقراطى السورى، الذى استمر يومين فى العاصمة الفرنسية بحضور 300 شخص. وأكد البيان الختامى للمؤتمر ضرورة الحفاظ على سلمية الثورة والالتزام التام بالسقف الوطنى الذى أعلنه الثوار والمتمثل فى مطالبة المجتمعين العربى والدولى القيام بواجبهما لحماية المتظاهرين السلميين، وفقا للقوانين الدولية. وقد رد البيان على مخاوف سيطرة التيارات الإسلامية المتطرفة والسلفية فى حال سقوط النظام بقوله «إن السلفية والطائفية هى مجرد أكاذيب اعتمدها النظام كوسيلة للتعمية على الوجه الإنسانى للثورة المؤمن بقيم التسامح».