تمسك ثوار اليمن في "جمعة سلمية الثورة" بمظاهراتهم بعيدا عن العنف، حتى تحقيق مطالبهم بإسقاط النظام، ورفضهم محاولات الرئيس علي عبد الله صالح جر البلاد إلى حرب أهلية. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه شيخ قبلية حاشد صادق الأحمر سريان هدنة بين أنصاره والقوات التابعة للرئيس اليمني، في حين سيطرت مجموعة قبيلة على معسكر للحرس الجمهوري اليمني خارج العاصمة صنعاء. وقد شارك شيخ مشايخ قبيلة حاشد صادق الأحمر في تجمع حاشد بشارع الستين بصنعاء شيع خلاله 30 من المقاتلين التابعين له سقطوا في الاشتباكات مع القوات الحكومية خلال الأيام القليلة الماضية التي أوقعت 110 قتلى. وقال الشيخ الأحمر أمام حشود المتظاهرين إن هناك هدنة مع قوات علي عبد الله صالح ووساطة تجري، لكنه استدرك قائلا "إذا كان صالح يريد ثورة سلمية، فنحن مستعدون لذلك، لكنه إذا كان يريد الحرب، فإننا سنقاتله". وقال مراسل الجزيرة نت في صنعاء إبراهيم القديمي إن أحداث المواجهات الأخيرة بين أنصار الشيخ الأحمر والقوات الحكومية هيمنت على مجريات جمعة "سلمية الثورة". وأكد عضو ائتلاف ثورة الشباب السلمية في ساحة التغيير بصنعاء عبد الحميد شرمان للجزيرة نت أن "الثورة بدأت سلمية وستستمر سلمية حتى النهاية رغم إقدام صالح على جر البلاد إلى حرب أهلية". كما هاجم خطيب الجمعة شهاب العريقي صالح واتهمه بالسعي لتفجير الوضع عسكريا، مطالبا دول الجوار والمجتمع الدولي برفع الغطاء عنه. وكانت اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية الشبابية السلمية دعت كافة اليمنيين إلى الاحتشاد بالملايين في "جمعة سلمية الثورة" بساحات وميادين الحرية والتغيير في مختلف المحافظات، للتأكيد على سلمية الثورة ورفض الحرب الأهلية. تصعيد العمل الثوري وعقب مواجهات صنعاء أعلن شباب الثورة بصنعاء "آليات تصعيد العمل الثوري السلمي" بعيدا عن الاحتراب. وأوضح الناشط في ساحة التغيير بصنعاء خالد الأنسي للجزيرة نت أن شباب الثورة سيتجهون من الآن فصاعدا إلى فتح أماكن جديدة للاعتصام في مديريات العاصمة صنعاء وبعض الشوارع الرئيسية، إلى جانب التمدد بالخيام في ساحة التغيير وصولا لساحة رئاسة مجلس الوزراء. المحافظات الأخرى وفي سياق متصل، قال مراسل الجزيرة نت في تعز عبد القوي العزاني إن أكثر من مليون مواطن شاركوا في "جمعة سلمية الثورة" في محافظتيْ تعز وإب استجابة لدعوة شباب الثورة. وقال خطيب ساحة الحرية بتعز الشيخ عقيل المقطري إن الشعب اليمني اليوم يرسخ سلمية الثورة, مطالبا من تبقى من أفراد الجيش والأمن بالانضمام إلى صفوف الثورة. وقد أعلن العشرات من ضباط وأفراد الحرس الجمهوري بتعز انضمامهم للثورة في ساحة الحرية بعد صلاة الجمعة. وفي محافظة إب جدد الثوار رفضهم لحرب أهلية دق صالح طبولها في خطاباته وتصريحاته، ويحاول إشعال فتيلها من خلال قصف منزل الشيخ الأحمر. كما طالب خطيب الجمعة في مدينة الحديدة اليمنية بضرورة رحيل صالح فورا، كما طالب المتظاهرين بضرورة الالتزام بسلمية الثورة حتى تحقيق مطالبهم جميعها. وفي محافظة حضرموت جنوب اليمن خرج أهالي مدينة المكلا في مسيرة جابت شوارع المدينة تؤكد سلمية الثورة وتطالب برحيل صالح وجميع أركان نظامه. "جمعة النظام" وفي المقابل حشد حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم اليوم أنصاره فيما سماها "جمعة النظام والقانون" بميدان السبعين بصنعاء. وقال نائب رئيس الدائرة الإعلامية للحزب الحاكم عبد الحفيظ النهاري للجزيرة نت إن الجماهير اليمنية خرجت اليوم انتصارا للشرعية الدستورية. ونفى اتهام الرئيس بتفجير الوضع عسكريا وإعلان حرب أهلية، وقال "أنصح المحتجين الشباب بعدم ربط قضيتهم بتصرفات أولاد الأحمر الخارجة على القانون، لأن ذلك سيضر بسلمية احتجاجاتهم". سيطرة على معسكر في غضون ذلك سيطرت مجموعة قبلية على معسكر للحرس الجمهوري اليمني خارج صنعاء. ونقلت رويترز عن الزعيم القبلي حامد عاصم قوله إن مقاتليه قتلوا قائد معسكر الجيش الذي يقع على بعد 100 كيلومتر شمال شرق العاصمة وأصابوا جنودا من الحرس الجمهوري، واعترف بمقتل ستة من رجاله في الاشتباك الذي جرى فيه استخدام المدافع الرشاشة والقذائف الصاروخية. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن طائرات يمنية قصفت -فيما بعد- الموقع الذي سيطر عليه رجال قبيلة "نهم".