في مقال نشرته مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، قال أشرف الشريف، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن الإخوان يسيطرون على السلطات التنفيذية والتشريعية، وعلى ما يبدو أنهم واثقون في الحصول على أغلبية برلمانية في الانتخابات المقبلة. موضحا أن نجاح الجماعة حتى الآن يعتمد على تفوق آليتها الانتخابية التنظيمية مقارنة بتلك الخاصة بالمعارضة. وتابع أن هذا التفوق لا يزال مرتبطا بما إذا كانت القوى غير الإسلامية قادرة على التصالح في الوقت الضائع، وعلى تطوير قدراتها التنظيمية، أم لا. مضيفا أن هذا الأمر يعتبر باعثا لقلق الإخوان على المدى الطويل. الشريف قال إن المشكلة الأكثر ألحاحا هي عجز الإخوان عن خلق نموذج سياسي مميز ومختلف عن سياسات نظام مبارك، وعن سياسات المعارضة، من حيث القيم، والنتائج، والآليات. مشيرا إلى أن هذا النموذج ينبغي أن يعالج التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه مصر. أضاف الشريف: "يبدو أن الإخوان عاجزين عن إنتاج الحلول الديمقراطية المطلوبة". وأرجع ذلك إلى عاملين أساسيين، الأول اجتماعي ويتعلق بتوازن السلطة في الشارع المصري، والآخر إيديولوجي ينبع من العدد المناطق الرمادية (المعالم غير الواضحة) المتزايد في بلاغة الجماعة وإيديولوجيتها فيما يتعلق بالتعددية وحقوق الإنسان. موضحا أن العامل الأخير ربما يشكل الميول الاستبدادية داخل الإخوان، ويشرعها إيديولوجيا، وسياسيا إذا لزم الأمر. الشريف تابع أن الإخوان يواجهون الآن حركة اجتماعية علمانية تعارضهم بقوة، يقود هذه الحركة قطاعات هائلة من الطبقة المتوسطة، المرعوبة من نبرة الجماعة - الطائفية الآن – وهي النبرة التي تستخدمها جماعة ضيقة الأفق هدفها الأول والأساسي حماية مصالحها الخاصة. كما أشار إلى أنه هناك مجموعة أخرى من المصريين تحرروا من سحر الإخوان؛ الفقراء، حيث يعانون من إحباط بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي لا توجد أي مؤشرات على تطورها في ظل حكم الإخوان. ووصف الدستور بأنه ليس ديمقراطيا ولا إسلاميا، بل هو دستور بلا شكل يغلب عليه الطابع الاستبدادي. كما أضاف أن معظم المراقبين يتفقون الآن على وجود استقطاب سياسي هائل في مصر ربما يكون له عواقب وخيمة. كما أضاف الشريف أن الإخوان يرفضون الاعتراف بوجود كتلة ديمقراطية قوية تمثل مجموعة متنوعة من المصريين، وتتجاهل المعارضة باعتبارهم "ممثلين من النظام السابق"، و"خاسرين"، و"كارهين". متابعا أن هذا الرفض الصريح للواقع صفة للديكتاتوريات في أواخر أيامها، مضيفا: "ربما مأساة استبداد الدولة الإسلامية التي انهارت قبل حتى أن تبدأ. ينبغي أن يكون "التصويت العقابي" تحذيرا للإخوان على المدى المتوسط والطويل، ويسلط الضوء على الشكوك حول الشرعية السياسية التي حصلت عليها بموجب الدستور الجديد. مضيفا أن الهجوم على معتصمي القصر الرئاسي وسلسلة التصعيدات الاستبدادية من قبل الإخوان، أفقدتهم أي تعاون محتمل مع القوى الثورية والعلمانية. اختتم الشريف مقاله بأنه يمكن للإخوان والسلفيين الآن حشد الشارع المصري فقط عن طريق نهج طائفي، لأن قدرتهم على الفوز بأصوات الناخبين المترددين أصبحت أقل موثوقية، فكلما علق الحكم الإخواني في مستنقع التنمية الاقتصادية والسياسات الاجتماعية الفاشلين، انحدر المشروع الإسلامي من قناعة إيديولوجية سياسية إلى منطق الحفاظ على الذات والأسلوب الطائفي لجمع الغنائم.