أرجوك اقرأ بتمعُّن هذه الآية المدهشة من آيات الأدب الرفيع وحسن التربية والتعليم، فضلا عن علوّ الأخلاق وسموِّها: «إحنا اللى حنحكم مش حمدين والبرادعى ووحيد (عبد المجيد) ولا أى كلب من الكلاب دى اللى عايزة تحكم الدولة»، «الأيام الجاية، الكل حيمشى على المبادئ والقيم الإسلامية.. كل المؤسسات، الإعلام والقضاء حيمشى غصبا عن عين أمه على هذه القيم.. الكلاب دى كلها لازم تخش جحورها»، «حنلغيلكم القنوات (الفضائية) الوسخة بتاعتكم»! «جبهة التخريب (الإنقاذ الوطنى) هؤلاء مخربين ماعندهمش هدف غير إسقاط الحكم الإسلامى عشان يحكموا هما بمرجعية ليبرالية إسرائيلية أمريكية»، «يوم 25 يناير اللى جاى أنا بادعو كل القوى الإسلامية تنزل الشوارع من إسكندرية لأسوان.. كل مواطن شريف لازم يبقى فى الشارع، بقبضته، ب(عصايته)، بأى حاجة عشان أى ابن كلب مايروحش عند أى مؤسسة»! هذا الكلام الراقى والعميق قوى جدا خالص، هو مجرد غيض من فيض إبداعات الأستاذ المبجل الفاضل (لا تسأل: فاضل إيه ولا كام؟) محمد العمدة النائب السابق فى البرلمان المنحلّ، وقد تفوه به سيادته أول من أمس وهو يُطِلّ على خلق الله من شاشة فضائية «الحافظ» التى ليست من الفضائيات «الوسخة»، بل من النوع النظيف المهذب المتربى وابن الناس الكويسين المحترمين قوى جدا خالص، برضه (!). ولكن من باب الأمانة وضرورة حفظ الحقوق لأصحابها لا بد من التنويه بأن هذا الإبداع المتفوق فى الشتم والسب ورمى الناس بالسخائم لم يكن احتكارا للأستاذ المذكور أعلاه وإنما شارك فى إنتاجه وبثِّه رجل «مذكور» آخر عفيف اللسان جدا وله نصيب ملحوظ من اسم جنابه الذى لن أبوح به أبدا إيثارا للسلامة. هذا المذكور الثانى كان قاعدا منورا فى الاستوديو بجوار أخيه «العمدة»، ولما اشتد الوغى وبينما الأخ الأخير يمتشق سيف «القيم والمبادئ الإسلامية» ويصبّ تلال سخائمه على «كلاب» المعارضة و«أوساخ» الإعلام والقضاء وغيرهم من أهل الوطن ورموزه السامقة، لم يتمالك أعصابه وإنما هاج وانتفض وراح يهتف يهتف بفرح غامر وحماس عارم، قائلا: «عاش العمدة.. عاش».. بيد أن الرجل لم يكتفِ بتشجيع أخيه وشد أزره بالهتاف له فحسب، وإنما اغتنم فرصة ثمينة أتته عندما حاول «الشيخ المذيع» الذى كان يدير مهرجان الفحش والبذاءة، أن يخفف قليلا من ثقل تفوهات الأستاذ العمدة، مقترحا تغيير لفظة «عين أم» إلى «أم عين» فتنتهى المشكلة، هنا هبّ الرجل صاحب النصيب الوافر وصرخ صرخة أسد هصور مُبدِيًا اعتراضه على هذا الاقتراح مؤكدا أنه لن يسمح باستبدال «عين أم» الإعلام بالذات إلى «أم عينه»، كما تمادى وزمجر مؤكدا أن المعارضين لنظام الست الجماعة التى يسرح فى ركابها هذه الأيام هم «ولاد كلب» فعلا، ويستحقون الضرب ب«المركوب» أحيانا أو وب«الجزمة».. حسب الأحوال! هل تريد أن تقرأ تعليقا على هذه الفظائع التى تنسب نفسها إلى الدين الحنيف؟! لا تعليق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.