تحت عنوان »دستور لأقلية الأقلية من المتطرفين« أكد تسيفي مازائيل، الكاتب والسفير الإسرائيلي الأسبق لدى مصر على أن الإخوان المسلمون لم يكلفوا أنفسهم عناء انتظار النتائج الرسمية وسارعوا بإعلان نتائج الاستفتاء الدستوري وانتصارهم بترسيخ الشريعة والقيم الإسلامية؛ وذلك في مقال له في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية. يرى مازائيل أن المشكلة تكمن في غياب الديمقراطية لدى الجماعة الإسلامية التي قامت بانتهاك الدستور الانتقالي بعد مرور 6 أشهر من المناوشات التي لا تنتهي داخل الجمعية التأسيسية، ويضيف "موافقة 64% من الشعب المصري على الدستور في مقابل 32% يعارضونه حتى وإن كانت هذه النتائج مشكوك فيها فتصويت نسبة 17 مليون مصري من أصل 51 مليون بعيد كل البعد عن التوافق الذي تحتاجه البلاد للشروع في مسار ما بعد الثورة. يصف الكاتب الإسرائيلي الدستور الجديد بأنه «دستور أقلية لأقلية من المتطرفين الإسلاميين في مقابل الغالبية الساحقة التي صوتت ضده أو قررت البقاء في المنزل»، في إشارة منه إلى معارضة جبهة الإنقاذ الوطني للنتائج وحدوث انتهاكات عدة في جميع الدوائر الانتخابية والتي تضمنت العثور على أوراق التصويت ب "لا" ملقاه في المراحيض العامة والحدائق وتجميع أوراق أخرى تم التصويت عليها ب "نعم" قبل الاستفتاء، ومنع القرويين القبطيين من الوصول للجان الاقتراع لمعارضتهم الدستور الإسلامي. وفيما يتعلق بجهود جماعة الإخوان في إقناع الشعب بالدستور، يقول مزائيل «استخدمت الجماعة الإسلامية الدين كعامل إقناع، وأصدر رجال الدين فتاوى تنص على أن التصويت ب"لا" خطيئة كبيرة وإهانة للإسلام، وحذر الدعاة من معاقبة الله لمن يجرؤ ويعارض الدستور، ولكن لم يكتف الإخوان بهذا فقط بل قاموا بنشر أنصارهم داخل لجان الاقتراع لممارسة الضغوط حتى آخر لحظة». أردف مازائيل «استفاد الإخوان من فقر المصريين الأميين والعديد من المتعلمين ذوي الثقة العمياء في الإسلام، ولكن كل هذا لم يكن انتصارا للديمقراطية أو لمصر وإنما انتصار للإسلام السياسي، فقد راهن مرسي على أنه سيستعيد شرعيته حالما يتم الموافقة على الدستور ولكنه خسر». يعود مازائيل مرة أخرى ويؤكد على أن «الإخوان لن يتزحزحوا من السلطة على الرغم من معارضة الكثيرين، وأنهم لن يحيدوا عن هدفهم المعلن وهو؛ فرض الشريعة في مصر، ثم البلدان الإسلامية ومن بعدهم العالم أجمع، ولكن لم تنتهي المعركة بعد مع وجود النُخبة المتعلمة وقدرتهم على إثبات أن الإخوان فقدوا الدعم الشعبي لهم». ويضيف متسائلا «هل تستطيع المعارضة أن تتوحد؟ أو يسيطر الإخوان على البلاد ويحشدوا أنصارهم مرة أخرى ويستولوا على البرلمان وتكون لهم الأغلبية مرة أخرى؟»، مشيرا إلى أن نجاح الغخوان في ذلك ينطوي على بعض الصعوبات بسبب الأزمة الاقتصادية وغياب الأمن الذي تعاني منه البلاد في الوقت الراهن الأمر الذي قد يدفع بالملايين النزول إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم. يختتم سفير إسرائيل الأسبق في مصر مقاله قائلا «يبدو أنه في نهاية المطاف سيبدأ الغرب في فهم أمر جديد وهو أنه لا يوجد ما يسمى بالواقعية في قرارات مرسي أو الاعتدال عند جماعة الإخوان المسلمون».