واصل المئات من شباب جماعة الإخوان المسلمين وشباب التيار الإسلامي الاعتصام أمام المحكمة الدستورية العليا لليوم السابع عشر على التوالي، وصعَّد المعتصمون من احتجاجاتهم أمس الاربعاء بعد ملاحظتهم دخول عدد من المستشارين والقضاة مقر «الدستورية العليا»، وسط توارد انباء عن مواصلة المحكمة عملها لإصدار قرار بحل الجمعية التأسيسية لإعداد مشروع الدستور، وقام شباب الإخوان بمحاصرة مقر الدستورية العليا والهتاف ضد القضاة خلال دخولهم قائلين: «إن في مصر قضاة لا يرعون حق الله"، و"قضاة الدستورية العليا في النار لأنهم عرفوا الحق ولم يقضوا به». هكذا وجه شباب الإخوان رسائل الكفر للقضاة من خلال استخدام مكبرات الصوت، وتابعوا اتهامهم بترديد هتاف "الشعب يريد تطهير القضاء"، وقاموا باستفزاز المارة من خلال الزعم بان الشعب المصري قال "نعم" للدستور، ورفعوا بعض اللافتات التي تزعم ذلك، وهو ما دفع المارة إلى التلويح بعلامات الرفض والاستنكار لما يقولونه، ولم يكتفي شباب الإخوان بالتواجد في محيط «الدستورية العليا»، وإنما قاموا أيضاً بالتواجد على الكورنيش من خلال نصب خيام مغطاة بصور الرئيس محمد مرسي، وتجمع العشرات منهم أمام سيارة مزودة بمكبرات الصوت يفتي أحدهم بان قضاة المحكمة الدستورية العليا سيدخلون النار، مدللاً على ذلك بالحديث الشريف: «القضاة ثلاث، قاضيان في النار، وقاض في الجنة، قاض قضى بغير حق وهو يعلم فذاك في النار، وقاض قضى وهو لا يعلم فأهلك حقوق الإنسان فذاك في النار، وقاض قضى بحق فذاك في الجنة»، متهمين قضاة «الدستورية العليا» بأنهم عرفوا الحق ولم يجهروا به، بل وشنوا هجوم على رئيس الجمهورية، وادى شباب الإخوان صلاة العصر امام البوابة الرئيسية للمحكمة، وسط تواجد أمني كثيف. وخلال الصلاة قام الإمام بتوجيه الدعوة لنصرة الرئيس محمد مرسي، وأن يصبره الله على الإساءات الموجهه إليه، كما وجههوا الدعوة بأن يجعل الله أمام قضاة الدستورية العليا سداً وخلفهم سداً وأن يجعلهم لا يبصرون. فيما شكلت قوات الامن ثلاث غرف عمليات في محيط «الدستورية العليا»، وقاموا بمتابعة الحدث عن كثب، كما فرضوا تشكيلات أمنية داخل وخارج المحكمة الدستورية العليا، فيما اكد شباب الإخوان خلال نقاشاتهم أنهم لن يفضوا الاعتصام إلا بعد الانتهاء من المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور، وإعلان النتائج، وتحدثوا بثقة عن أن وجودهم واعتصامهم أمام الدستورية العليا هو الذي يمنع القضاة من إصدار قرار يلغي نتيجة الاستفتاء. وكان من اللافت الزحام الشديد الذي كان أمام المحكمة، وعدم السيطرة على المرور، حيث احتشد العشرات من جماعة الغخوان المسلمين، وأغلقوا الطريق أمام السيارات، ما تسبب في تزمر بعض سائقي السيارات.