بحضور نسائي لافت، بداية من الغلاف الأمامي الذي تصدرته لوحة للفنانة جاذبية سري وملف «تجارب التمرد والثورة»، الذي شاركت فيه سهير المصادفة ووسام جار النبي الحلو وآمال عويضة وعزة رشاد وصابرين مهران ودينا سليمان وهالة صلاح الدين حملت افتتاحية العدد التي كتبها عضو مجلس تحرير المجلة الدكتور جمال العسكري عنوان «الثقافة المصرية واللحظة الحاسمة»، وذهبت إلى أن الشريعة الغائبة التي نريدها أن تحكم هي شريعة العيش ولو في حدود الكفاف لملايين المواطنين، والمدنية الغائبة هي أن لا تعلو سلطة -مهما كانت- سلطة الشعب، أما العدالة التي هي أساس كل نهضة، فهي العدالة التي لا يعلو فيها صوت فوق الدستور. واختتم العسكري الافتتاحية بقوله:«إن الثقافة باتت حائط الصد الأخير، وهي الكلمة السواء التي ينبغي أن تفصل بين الجموع المتطاحنة المتشاحنة، وصولا إلى الحق والجمال الذي يرضي المجموع، ويقطع الطريق على الفتن التي يحوك حبالها شياطين النخاسة من ناحية وقطعان الجهل من نواح أخرى». أما رئيس مجلس تحرير المجلة حمدي أبو جليل فكتب في الصفحة الأخيرة تحت عنوان بالون هائل قرصته نملة، وفيه يذهب إلى أن الكتابة الجديدة التي بدأت في التسعينات خالفت تيار الحداثة بأبسط الامكانيات وأكثرها إتاحة وسهولة وشيوعا وهي في ذلك تشبه الثورة فعلا، وكلاهما اكتشف ما يشبه اكتشاف الجاذبية الأرضية، الثورة خلعت النظام المسلح بفعل انساني في منتهى السهولة والبساطة والخلود، ألا وهو الصراخ في الشوارع والميادين، والكتابة الجديدة تجاوزت، والأدق كسرت هيمنة الحداثة بالوضوح والجرأة واللغة البسيطة السهلة والانكباب على التجربة الشخصية باعتبارها نهاية وليس باعتبارها رمزا، الأمر يبدو كما لو أنه بالون هائل قرصته نملة صغيرة فانهار على الفور.. انهار النظام وحتى الحداثة في لمح البصر.