رغم أن أغلب الفضائيات الخاصة كانت قد قررت تسويد شاشتها أول من أمس «الأربعاء» احتجاجا على مشروع الدستور والإعلان الدستورى الديكتاتورى، فإن تلاحق الأحداث وخطورتها جعلها تتراجع عن تنفيذ هذا القرار وتستمر فى العمل ونقل الأحداث للمشاهدين، ولم يغير القرار كثيرا فى واقع الأمر، فما تنقله الشاشات على الهواء من بلطجة ميليشيات الإخوان على المتظاهرين السلميين المعتصمين بجوار قصر الاتحادية، كان مشهدا أسود لوطن يمزقه نظام يتجاوز حتى أجهزة أمنه الرسمية ويدفع بميليشياته لضرب المعارضين، هذا المشهد غطته القنوات الرسمية المصرية على أنه اشتباكات بين مؤيدى ومعارضى الإعلان الدستورى، بالإضافة إلى البرامج التى تحاول التركيز على أن ما يحدث مجرد خلاف سياسى، فى البداية تعامى ماسبيرو عن دماء المصريين التى سالت بجوار قصر الاتحادية واستمرت قنواته فى الرغى والثرثرة الفارغة حول الاستفتاء على الدستور من خلال استضافة بعض أعضاء اللجنة التأسيسية، وحينما زادت حدة الاشتباكات اضطرت قنوات التليفزيون إلى نقل الحقيقة، ومن الملاحظ غياب قيادات الإخوان عن الوجود كما هى العادة فى أغلب برامج القنوات الرسمية والخاصة لممارسة مهمتهم المقدسة فى التبرير والتضليل والتشويش، ويبدو أن أغلبهم كان مشغولا بإدارة المعارك فى الشوارع، وفى المساء عادت قنوات ماسبيرو باستثناء قناة «النيل للأخبار» لتقديم برامجها العادية الترفيهية ومنها برنامج عن الموضة والأزياء على القناة الثانية. قناة الجزيرة حاولت استضافة أصوات متنوعة للتعليق على الأحداث، وبعد اتصالات عدة من مستشارى الرئيس مثل سيف عبدالفتاح وأيمن الصياد اللذين أعلنا استقالتيهما على الهواء، اكتفت القناة بعرض صور الأحداث أمام الاتحادية دون تعليق أو مداخلات تليفونية، ثم قامت بعرض حوار طويل مع ياسر البرهامى، قدمت القنوات الخاصة وبشكل خاص «أون تى فى لايف»، و«سى بى سى» الثانية تغطية مستمرة للاشتباكات حول قصر الاتحادية، وقد تعرضت قناة «أون لايف» لتشويش استمر ساعات قبل انتظام بثها، وكانت القناة الوحيدة التى استمرت فى نقل الأحداث بصورة متواصلة حتى الصباح، ووجهت عدة استغاثات لوزارة الصحة ومن يستطيع من الأطباء لإنقاذ عدد من المصابين بالرصاص الحى من شباب الثوار ومن الصحفيين، واستقبلت القناة عددا من الشهادات لشهود عيان حول الأحداث.