لم يكن الزحام الشديد وحده هو سبب غضب الشريحة الثانية من الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة، فى أثناء قيامهم بتسجيل رغبات الالتحاق بالجامعات فى معامل التنسيق الإلكترونى أمس. بل كان السبب الرئيسى وراء حالة السخط التى عمت معامل جامعات القاهرة الكبرى أمس الثلاثاء عدم توافر قوائم استرشادية تضم الكليات التى ما زالت بها أماكن خالية لطلاب المرحلة، طلاب الشعبة الأدبية كانوا الأكثر شكوى بين طلاب المرحلة الثانية، بسبب الأماكن المحدودة المتبقية أمامهم، للالتحاق بالكليات الجامعية، بينما شكا طلاب العلمى من انعدام فرص الحاصلين على 91% فى الالتحاق سوى بكليات العلوم والتجارة والآداب والحقوق ودار العلوم. الطالبات سمر عادل وأميرة منصور وياسمين أحمد، أكدن فشلهن فى تسجيل رغباتهن فى الالتحاق بالكليات، رغم حصولهن على مجاميع تتراوح بين 78% و75%، ولفتن إلى أنهن كلما حاولن إدخال أى رغبة، بما فيها الحقوق والآداب، فاجأهن الموقع برفض الرغبة، ولم يتح لهن سوى مجموعة من المعاهد الحكومية والخاصة. المشرف العام على مكتب التنسيق عبد الحميد سلامة، قال فى تصريحات ل«التحرير» إنه أعطى أوامره، بتوفير قوائم استرشادية بالأماكن المتبقية بالجامعات، وتوزيعها على جميع معامل الجامعات. لكن أوامر سلامة لم تظهر بجميع الجامعات التى زارتها «التحرير» أمس باستثناء معامل جامعة القاهرة، التى بدأت تظهر فيها قوائم الكليات على استحياء، اعتبارا من الساعة الثانية عشرة ظهرا.الاضطراب الذى صاحب تسجيل الرغبات دفع عديدا من الأفراد إلى بيع قوائم استرشادية وهمية للطلاب بمبالغ تصل إلى 15 جنيها للظرف الوحد. آخرون استغلوا الزحام الشديد، وقاموا بوضع تسعيرة لتسجيل رغبات الطلاب عن طريق أجهزة لاب توب أمام المعامل، مقابل 5 جنيهات لطلب التسجيل الواحد. اللافت للنظر، أنه رغم كل ذلك قام أكثر من 40 ألف طالب بتسجيل رغباتهم فى اليوم الأول للمرحلة، وأشارت المؤشرات الأولية إلى إغلاق كلية الحاسبات والمعلومات عند 93٫7%، والسياحة والفنادق عند 79%، بينما ما زالت هناك أماكن بكليات الآداب والتجارة والحقوق.