شيع آلاف اللبنانين أمس العميد وسام الحسن – رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي – والذي لقي مصرعه في تفجير وقع في شرق العاصمة «بيروت» الجمعة الماضية، هذا في الوقت الذي استمرت المعارضة اللبنانية في اتهام النظام السوري بالوقوف وراء الانفجار. وكان سعد الحريري – رئيس الوزراء اللبناني السابق- قد قال في كلمة تليفزيونية له «كل واحد منكم مدعو شخصيا ليشارك في ساحة الشهداء في الصلاة على وسام الحسن، ادعو كل لبنان الذي حماه وسام الحسن من مخطط بشار الاسد، وعرض نفسه أن يتفجر هو حتى أن لا تتفجرون انتم وأن لا يتفجر لبنان»، بينما طالب سمير جعجع -زعيم سياسي مسيحي- بأن يوقف لبنان كل الاتفاقات الأمنية والعسكرية مع دمشق ويطرد السفير السوري. هذا في الوقت الذي سد فيه محتجون الطرق بإطارات محترقة وانطلق مسلحون إلى شوارع بيروت وطرابلس مساء أول من أمس «السبت»، وفي المساء نظمت مجموعات صغيرة من المحتجين الذين يرفعون أعلام لبنان مسيرات إلى مقر الحكومة. وقامت مراسم «تكريم وتأبين» عسكرية للضابط الكبير في مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي قبل أن يتم نقل الجثمان إلى وساط العاصمة حيث تمت الصلاة عليه، وبعدها دفن الى جانب رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، الذي قتل مع 22 شخصا آخرين في تفجير ببيروت عام 2005. الجنازة تزامنت مع ما أوردته وكالة أنباء الشرق الاوسط عن مقاطع فيديو بثتها قناة العربية الإخبارية الفضائية -مساء أول من أمس السبت- تظهر رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون وهما يهددان رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني العميد وسام الحسن، قبل اغتياله . ولفتت الوكالة إلى أن «العربية» قالت إنه في سياق التهديدات التي وصلت العميد الحسن قبل اغتياله، لدينا تصريحان أحدهما لرئيس تكتل الإصلاح والتغيير في لبنان النائب ميشال عون والآخر للواء جميل السيد، وكلاهما يتضمنان «شتائم» وتهديدات للعميد الحسن، وقال عون عبر شريط الفيديو «من هو وسام الحسن! ومن الذي علمه بتاريخ لبنان حتى يتطاول علينا». وتابع عون: «الحسن لا يتبع الأساليب المتعارف عليها عالميا في التحقيقات التي يجريها وبالتالي حكم عليها بالفساد ولذلك لن نسمح لأحد مهما كان موقعه بالإساءة والتطاول علينا». وذكرت أن فيديو «العربية» أظهر اللواء بالجيش اللبناني جميل السيد.. قائلا: «أطمئن الجميع أن نهاية وسام الحسن ورفقائه ستكون متزامنة مع نهاية التحقيقات التي لم يتم انجازها بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري». يذكر أن ميشال عون، كان قائدًا للجيش اللبناني من 23 يونيو 1984 إلى 27 نوفمبر 1989، ورئيس الحكومة العسكرية التي تشكلت في عام 1988، ومعروف بتصريحاته المؤيدة لنظام بشار الأسد السوري، وكان من بين تلك التصريحات تأييده النظام السوري في تصديه لحركة الاحتجاج في بلاده والتي سماها أعمال الشغب في الشارع، موضحا أن «هناك فرق بين التظاهر الذي حفظه القانون وبين الشغب»، وأكد على أن «قوات الأمن لا يمكن أن تشاهد ما يحدث دون أن تتدخل». في المقابل عقد عون، مؤتمراً صحفياً أمس الأحد، حول عملية اغتيال اللواء وسام الحسن، حيث شدد على ضرورة ألا تستغل واقعة الاغتيال في إشعال فتيل صراعات سياسية مذهبية بين اللبنانيين، مشيرا إلى أن هناك فئات لبنانية تسعى لاستغلال قتل الحسن لصالحها، بالإضافة إلى أن التصريحات التحريضية وقطع الطرقات من شأنها تسهيل مهمة أعداء لبنان لإلحاق الضرر بالبلاد. وأوضح أن لبنان تعيش ظروفاً استثنائية، مشدداً على أن «لبنان خسر العديد من القادة العسكريين ورجال الدين، وكان تصرفنا حيال ذلك فيه نبل وحكمه». وصرح بأن التداعيات الحادة التي أعقبت مصرع اللواء وسام الحسن تعرض السلم والأمن الأهلي اللبناني للخطر.