السينما مش ناقصة أفلام من نوعية «أنا بضيع يا وديع»، ربما ضحك المشاهد مع بروموهات قناة «ميلودى» لجرأتها واختلافها، ولخفة ظل شخصيتى المنتج الكازانوفا تهامى ومساعده وديع. تسامح مشاهد التليفزيون مع تجاوز الشخصيات، ومع رداءة بعض البروموهات وخروجها عن اللياقة، ولكن الأمر لم يكن يحتمل نقل الشخصيات من عالم الإعلانات إلى عالم السينما دون أساس درامى قوى، ضحكنا مرة على الليمبى فى فيلم «الناظر صلاح الدين»، وما زلنا نحاول التخلص من هذا الذنب، ينطبق على فيلم «أنا بضيع يا وديع» المثل الشعبى القائل: «اللى بيته من إزاز مايحدفش الناس بالطوب»، فمن الغريب أن الفيلم يستخدم البذاءة والإفيهات الجنسية للسخرية والهجوم من الأفلام التى تعتمد على البذاءة والنكات الجنسية البذيئة، ومن الغريب أن جاذبية البرومو خفتت رغم المساحة الكبيرة المتاحة للأبطال، والأغرب أن الرقابة نست تصنيف الفيلم للكبار. حدوتة الفيلم عن المنتج تهامى الذى يحاول التهرب من الضرائب بإنتاج فيلم فاشل ليعلن إفلاسه، ولكن الظروف تخيب توقعاته وينجح الفيلم، على الهامش يقدم الفيلم شخصية الممثلة الحسناء اللبنانية التى تحاول تحقيق النجاح معتمدة فقط على جمالها، وهناك شخصية الخليجى الذى يرغب فى التقرب من الحسناء بإنتاج فيلم لها. المشكلة الحقيقية فى صنعة الفيلم التى بنت دعايته على مجرد الإفيهات المبنية على الإسقاطات «الأبيحة»، وقصة علاقة تهامى ووديع، تحولت من بروموهات قصيرة إلى حشو ورغى كوميدى خال من الإبداع، واضطر الفيلم لإفساح مساحات، لا ضرورة لها لشخصيتى انتصار «شقيقة وديع»، وأم تهامى التى يجسدها أيمن قنديل بنفسه، وهى شخصية الأم التى تنتقد الابن بصورة لاذعة طوال الوقت.