كأوراق الخريف، أوشكت معاقل القذافى على السقوط، ولكن حفاظا على المدنيين قرر الثوار منح مهلة حتى يغادر المدنيون تلك المدن. فالثوار وجهوا رسالة عبر الإذاعة المحلية لمدينة ترهونة القريبة من بنى وليد إلى أهالى وسكان المدينة بإمهالهم يومين إضافيين لمغادرتها قبل شن هجوم شامل عليها. لليوم الثانى واصل مدنيو بنى وليد نزوحهم عن المدينة، حيث قدر المجلس الوطنى الانتقالى أن نحو نصف سكان المدينة فروا منها. تقديرات الثوار تشير إلى أن أعداد كتائب القذافى المتحصنة بالمدينة تصل إلى 1700 مقاتل يتحصنون فى المرتفعات المشرفة على مداخل المدينة، بعدما نشرت مجموعة من القناصة، فيما يجهز الثوار حاليا لهجوم شامل على محيط المدينة بعدما سيطروا على أطرافها ومداخلها. باقى معاقل الجنوب فى سرت وسبها يجهز الثوار للسيطرة عليها، حيث سيطر الثوار على وادى حمر متجهين نحو هراوة على بعد 30 كيلومترا من غرب سرت، مسقط رأس القذافى. كما أن مصادر عديدة أكدت أن اشتباكات عديدة جرت بين الثوار من داخل المدينة وموالين للقذافى، مستغلين تعرض عدة مواقع للكتائب فى سرت لقصف جوى من قبل حلف الناتو خلال اليومين الماضيين. وفى سبها، بدأ الثوار هجوما على المدينة، بعدما حرروا مدينة الشويرف التى تتوسط طرابلس وسبها، ثم بدؤوا بالسيطرة على عدة أحياء بالمدينة مثل حى القرضة. أما الساعدى القذافى أبرز المتسللين من أبناء العقيد المخلول إلى الحدود مع النيجر فإن السلطات النيجرية قالت إنه وصل إلى العاصمة نيامى فى وقت متأخر من أول من أمس الثلاثاء. حيث أشار مصدر حكومى رفض الإفصاح عن اسمه إلى أن الساعدى، 38 عاما، وصل إلى العاصمة على متن طائرة تابعة للجيش النيجرى أقلعت من مطار أغاديز وسط إجراءات أمنية مشددة، ثم تم نقله إلى إحدى الفيلات الخاصة فى ظل حراسة مشددة، وتم وضعه قيد الإقامة الجبرية، ولكنه ليس قيد الاعتقال.