قدم الدكتور وحيد عبد المجيد المتحدث الاعلامى للجمعية التأسيسية لكتابة الدستور مذكرة شديدة اللهجة تحمل عددا من الملاحظات إلى لجنة الصياغة بشأن المواد المتعلقة بحريات التعبير والصحافة. وقال عبد المجيد في مذكرته على نسخة منها أن القراءة الأولى لباب الحقوق والواجبات والحريات العامة أفضل مقارنة بالقراءة الثانية، خاصة المواد المتعلقة بحريات التعبير والصحافة والإعلام والإبداع بصفة خاصة وأبدى عبد المجيد دهشته من النص على إلغاء الصحف بحكم قضائي في الدستور باعتبارها عقوبة ليست موجودة في التشريع المصرى الآن , وهى عقوبة جماعية يؤدى تطبيقها إلى تشريد من يعملون في صحيفة ما لمجرد أن واحداً أرتكب خطأ وتساءل هل يعقل النص علي ذلك في دستور يفترض أن يعبر عن ثورة استهدفت تحرير المصريين لافتا إلى عقوبة وقف الصحف بشكل مؤقت، والتي كانت تُعرف بالتعطيل قبل إلغائها بموجب القانون 147 لسنة 2006 بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، ومنها مادتان كانتا تجيزان وقف الصحيفة لفترة أقصاها شهرا إذا كانت يومية وثلاثة أشهر إذا كانت أسبوعية، وسنة في الأحوال الأخرى وأضاف لا يُعقل أن نعيد عقوبة أُلغيت نتيجة النضال الديمقراطي الذي شاركت فيه مختلف الاتجاهات والقوى الوطنية واضطر النظام السابق إلى استبعادها من القانون كما طالب عبد المجيد بإعادة المداولة بشأن المادة 12 التي وردت في القراءة الأولى وحُذفت في القراءة الثانية، والتي تتضمن النص على عدم توقيع عقوبة سالبة للحرية فى جرائم النشر مستندا إلى عدة أسباب منها انه ليس صحيحا أن فى هذا النص تمييزاً للصحفيين لأنه يتعلق بمختلف وسائل العلانية وفقاً للمادة 171 من قانون العقوبات. ولذلك فهو ينطبق على كل من يعبرون عن آرائهم علناً بمختلف الوسائل، حيث ينصرف النشر هنا إلى انتقال الفكر أو الرأي من الحيز الخاص إلى المجال العام بمختلف الوسائل ومنها الكتابة والخطابة ( فى مساجد أو مؤتمرات عامة وانتخابية) والحديث فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وغيرها كثير فى ظل هذا التكييف الواضح لمفهوم جرائم النشر، يصعب فهم كيف يمكن اعتباره غير دقيق كما ورد فى حيثيات استبعاد النص. وأشار إلى إن الدفع بعدم دقة المفهوم يستدعى السعي إلى تدقيقه إذا كنا متفقين حقاً على أننا نريد دستورا يحمى الحقوق والحريات ويضع حداً لعصر السجون والمعتقلات مطالبا بتحديد موعد لجلسة تستمع فيها اللجنة إليه و صبحي صالح مقرر اللجنة التشريعية المنبثقة عن لجنة نظام الحكم بالجمعية لتوصلهما إلى صيغة يمكن أن تحل الخلاف على هذه المسألة.