«طالما كانت إسرائيل تراهن على بقائها بعدد قليل من علاقات الصداقة وسط عالم كبير من الأعداء، ولكن الآن حتى هؤلاء الحلفاء باتت علاقاتها بهم متوترة»، حسبما أوردته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» في تقريرها عن الكوارث المتلاحقة التي تصيب إسرائيل هذه الفترة. فمن جانب ثار الشعب المصري ضدها يوم الجمعة وأجبر سفيرها على الرحيل ومغادرة البلد، ومن جانب آخر تهددها تركيا بإرسال سفن حربية قرب السواحل الإسرائيلية على البحر الأبيض المتوسط في آخر علامات لتدهور الروابط بين الحليف المسلم السابق،وليس هذا فقط، فحتى الصبر الأمريكي نفذ، كما كان ظاهرا في تعليق لوزير الدفاع الأمريكي «روبرت جيتس» تم تسريبه الأسبوع الماضي، يقول فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نيتنياهو حليف بغيض سياساته تزيد من عزلة إسرائيل عن العالم.
من ناحيته، رأي «افرايم انبار» رئيس مركز بيجن السادات للدراسات الاستراتيجية جاء مخالفًا لرأي جيتس، فهو يعتقد أن من يقولون إن إسرائيل معزولة يبالغون للغاية لأن إسرائيل موقفها أقوى مما كان عليه العام الماضي، موضحا أن أعدائنا في العالم العربي مشغولون بمشكلات محلية وغير قادرين على حشد القوة ضد إسرائيل.
وورد في التقرير، إنه رغم تحذيرات النقاد بأن إسرائيل تخطيء في تقدير التهديد المتزايد الذي تسبب فيه الربيع العربي، ما زال نتنياهو يعتقد أن إسرائيل ينبغي أن تسير على نفس النهج في مواجهة الغضب الإقليمي بدون الانحناء والاستسلام للضغط الخارجي.
وأضاف أن بعض الأشخاص في تحالف نتنياهو يدعون إلى اتخاذ خطوات انتقامية من أنقرة مثل تمويل الثوار الأكراد أو عرقلة مساعي تركيا من أجل أوليمبيات 2020.
وبالنسبة للإسرائيليين، الشعور بالعزلة الدولية ليس بالأمر الجديد عليهم، فكثيرون يرون إن هذه الفكرة مضمنة في الهوية القومية، بداية من محرقة اليهود وتقرير جولدستون الذي تتهم فيه إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة عام 2009.
وفي استطلاع رأي أجري في يونيو الماضي، واحد من أصل 10 إسرائيليين يعتقد أن تطوير موقف إسرائيل الدولي من الاهتمامات الأساسية للبلد، كما أن زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني تدعي إن تقاعس نتنياهو عن الثورات الإقليمية سيلقي بإسرائيل في جهنم.
ونقلت الصحيفة عن «شلومو بروم» محلل شؤون الشرق الأوسط في معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، إن أي خطأ يحدث هو مسؤولية شخص آخر، فالسياسة الأمريكية خطأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وتداعيات تركيا بسبب كون رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان مسلم، كما أن المشكلات التي تحدث الآن في مصر بسبب جماعة الإخوان المسلمين، مضيفا أن إسرائيل خاضعة لسلطات أقوى ومن ثم هي ليست مسؤولة عن شئ.