«تيكا».. شاب مصرى يعمل فى تصنيع البمب، الذى ينفجر عادة فى وجهه، وحتى نهاية الفيلم لا يعرف المشاهد هل هو مخترع عبقرى بالفعل أم مجنون وتافه؟ ما علينا، المهم أنها قصة ليس لها أى ملامح «لا حلوة ولا وحشة»، اعتمدت على تحويل الواقع الثورى إلى مشاهد كوميدية ملفقة، اختارها محمد سعد بنفسه، باعتباره مسؤولا «كمؤلف» عن جريمته الفنية الجديدة «تك تك بوم»، رغم أنه لو ركز شوية كان سيكتشف احتواء الواقع على شخصيات أكثر ثراء من «صانع البمب». كان أمامه مثلا شخصية أخرى تحمل عديدا من التحولات الدرامية التى تمنح أى شخصية سينمائية شهادة ضمان. البطل شاب بسيط يشهد له الجميع بالموهبة، يبدأ حياته كومبارس فى الأفلام، يجتهد ليقتنص الأدوار المميزة من المخرجين، ويجتهد أكثر ليحوّلها إلى علامات كوميدية لا تنسى. يتدرج فى الأدوار فيصل لقمة الشهرة والنجومية، وتتهافت عليه الصحف والمجلات بعد أن حققت أفلامه إيرادات غير مسبوقة فى تاريخ السينما المصرية. وقتها تصيبه تحولات الشهرة والنجومية فى مقتل، فيتلاعب بالمنتجين ويتعالى على الممثلين، ويتعامل مع المخرجين باعتبارهم خدامين عنده، فتبدأ نجوميته فى الزوال تدريجيا بعد ثانى أفلامه، حتى يجد نفسه يقف وجها لوجه أمام ممثل صغير كان بيحلم يشيل الشنطة للنجم الكوميدى الكبير فى يوم من الأيام.. وتتعالى صيحات الاندهاش، وسط تقدم الصغير على النجم الكبير. فيفيق الفنان الكوميدى من ال«بومبة» التى حصل عليها فى آخر أفلامه وهو بين الحياة والموت، لا يعرف إن كان قد مات فنيا ولا لسه عايش. شخصية سينمائية من الدرجة الأولى لو قدمها محمد سعد لضمنت له النجاح، «خصوصا أنه كان سيصبح أول ممثل مصرى يقدم قصة حياته فى فيلم سينمائى يقوم هو ببطولته»، لكنه فضّل كاركتر «صانع البمب»، فخسر الرهان بعد أن اختار نجومية «البمب»، وانبهر بصوت الفرقعة، فلم ينتبه للتحذيرات من خطورة انفجار البمب فى وجهه. معتمدا على أنه فى حالة الانفجار سيخرج فى آخر 5 دقائق منكوش الشعر، وهو يضحك ضحكته الشهيرة، مرددا: «عليّا النعمة يا حاج كامل انت اتخضيت»، فيضحك الجمهور، وينزل تيتر النهاية. لكن الجمهور لم يضحك هذه المرة، لأنه ماكانش بيتفرج أساسا، فقد كان مشغولا بمتابعة رقصات دينا على نغمات سعد الصغير فى القاعة المجاورة، ولم يشغل باله كثيرا، ليعرف إن كان الأستاذ «تيكا بوم» قد خرج من انفجاراته حيا أم ميتا؟!