بعد ما أثارته إحدى وثائق "ويكليكس" حول استئذان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، السعودية، قبل زيارة الرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، لمصر في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، نفت مشيخة الأزهر استئذانها من أي دولة أو مؤسسة، مؤكدةً أنَّ الأزهر مؤسسة مستقلة لا يقبل أن تملى عليه الشروط من أحد. وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف: "الأزهر مؤسسة مستقلة تعني بالشأن الإسلامي، وهي المرجعية الأعلى للسنة في العالم أجمع، قرارات الأزهر ومواقفه نابعة من قناعته الدينية والوطنية، وقرارات مؤسسة الأزهر ومواقفها تنبع من قناعتها الدينية والوطنية، ولا تتلقى توجيهات من أي جهة أو دولة، ومع ذلك فهي تنسق مع الدول الإسلامية، فيما يتعلق بالقضايا الإسلامية المعنية حتى لا تنفرد برأي لا يناسب بقية دول العالم الإسلامية، فمع عالمية الأزهر الشريف فهو يرفض أن يكون وصيًا على فرد أو جماعة أو دولة". وأكد وكيل الأزهر، في بيان رسمي صادر عن مشيخة الأزهر، الأحد: "دون نظر إلى صحة الوثيقة من عدمه ولا لصياغتها السياسية، فإنَّ ما يعنينا هو أنَّ كثيرًا ما دعا الأزهر الشريف علماء المسلمين من كل دول العالم لمناقشة القضايا التي تهم المجتمعات المسلمة بما فيها قضايا غير المسلمين من مواطني هذه الدول، وكان آخرها دعوة علماء المسلمين المعتدلين من كل المذاهب في مؤتمره العالمي في ديسمبر الماضي الذي حضره، بالإضافة للسنة المعتدلين من الشيعة، والأزيدية، وممثلي الكنائس الشرقية والطوائف اللبنانية، وتنسيقه مع الكنائس المصرية في بيت العائلة متفرد في عالمنا العربي والإسلامي". وذكر شومان: "الدعاوى التي يوجِّهها الأزهر لعلماء المسلمين تكون من خلال سفاراتهم العاملة في مصر، ولذا فإنَّ استقبال سفراء الدول الإسلامية والمسؤولين السياسيين للدول الإسلامية وغير الإسلامية لا يكون لأغراض سياسية وإنما لخدمة القضايا الدينية، وقضايا السلم العالمى، ولذا فهو لا يقتصر على السياسيين المسلمين وإنما يتعداهم إلى غيرهم، ولعل الجميع تابع لقاء شيخ الأزهر الأخير مع سفراء الاتحاد الأوروبي، ولا أظن أنَّ أحدًا يمكن أن يتهم الأزهر بأنه يتلقى تعليمات من دولهم". وتابع: "مواقف الأزهر الشريف من القضايا الشائكة كالتقريب بين المذاهب، والمد الشيعى، وغير ذلك من القضايا لا تخفى على أحد، ودعوة الأزهر لعلماء من السعودية ليس سرًا وليس مقصورًا عليهم، بل توجهت الدعوة إلى علماء من المغرب العربي وآخرين، وكان هذا معلنًا على صفحات الجرائد ووسائل الإعلام، وهو يحسب للأزهر وشيخه وليس عليهما". وأضاف شومان: "الإمام الأكبر أعاد سيرة العظماء الذين جلسوا على كرسي المشيخة، ومواقف الأزهر وشيخه من القضايا الدينية والوطنية والقومية لا تقبل المزايدة ومن نسي موقف شيخ الأزهر التاريخي مع أحمدي نجاد، رئيس إيران السابق، غير المسبوق ولا المتبوع من أحد فعليه أن يتذكر ويراجع نفسه، ليقف على منزلة الأزهر وشيخه الإمام الأكبر الذي أعاد سيرة العظماء الذين جلسوا على كرسي مشيخة الأزهر فشهد لهم القاصي والداني".