الاقتصاد فى مصر يتجه نحو التحسّن، وهذا أكثر ما يثير غضب الإخوان وأنصارهم من التيارات المتطرّفة، فكيف -من وجهة نظرهم- ترفضهم مصر الكافرة، ثم يؤدّى بها هذا إلى التطوّر والتقدّم، دون أن يصبح شعبها عبيدا، ودون أن يقهر رجالها، وتستباح نساؤها، ويباع أطفالها؟! كيف؟! فالشيطان الذى يتبعونه، والذى خدع عقولهم المريضة، وأقنعها بأن قسوة وشراسة الكفار هما السبيل الشرعى لدين الله الرحمن الرحيم، وأن الفظاظة وغلظة القلب هما القوة كلها، والوحشية هى الإيمان وقتل المسلمين هو غاية المنى!! هم بعقولهم الضعيفة المريضة صدّقوه، وهم أحرار فى اتّباع الشيطان الذى يأمرهم بكل ما يُخالف ما أتى بفعل الأمر من الخالق عزّ وجلّ فى آياته الكريمة، هم أحرار فى أن يطيعوا الشيطان ويأتمروا بأمره من دون الله الواحد الأحد، المعز المذل، العزيز القهار، المنتقم الجبار.. هم أحرار فى أن يشركوا بالله جلّ جلاله إلها آخر، لكنهم حتى لم يكتفوا بكفرهم وشركهم، وإنما رفعوا السلاح ليجبروا الآخرين على اتّباع سبيل الشيطان مثلهم، والذين ساروا فى دربهم لم يسألوا أنفسهم لحظة سؤالا بسيطا: أهناك دين؟ منذ بدء الخليقة، اعتمد العنف والوحشية والدمار والتعذيب والدموية والقتل بأبشع وأحطّ الوسائل سبيلا لدعوة الناس إليه؟! باستثناء عبادة الشيطان التى لا يتبعها إلا المرضى والساديون، والذين أعمى الغضب والحقد والغل نفوسهم، انظر إلى وجوههم وحواجبهم المعقودة، واسمعهم يتكلمون والحقد والغل والغضب يتقاطر مع حروف كلماتهم، واسمعهم يبررون هذا بغيرتهم على الدين. وسل نفسك: لو أنك لست عربيا ولست مسلما، وليست لديك نزعة سادية، أو تمتلئ نفسك بالغل والغضب، فكيف كنت سترى دينا لا سبيل له إلا التدمير والتخريب والقتل والبشاعة؟! هل كنت ستراه دينا سماويا، أنزله خالق الكون وبارئ الحياة الواحد الأحد العزيز الجبار، أم إنك ستراه نزعة شيطانية، لا بد من استئصالها، ليحيا العالم فى سلام وأمان؟! سل نفسك، وأجب لنفسك.. وتساءل مثلى: لماذا يتصاعد غضب وغل المتطرفين كل يوم تصعد فيه مصر خطوة لأعلى؟! الجواب: لأنهم هيتجننوا، لقد أرادوا لمصر التى لفظتهم الخسارة والخراب والدمار عقابا لها على لفظها لاستبدادهم وظلمهم وجبروتهم وديكتاتوريتهم وسعيهم لطمس هويتها واستعباد شعبها، وجرّها إلى مستنقع لا خروج منه.. أرادوا لها الخراب فنهضت، وانتشر فيها العمران، وازدادت استقرارا ونهوضا، لهذا هيتجننوا، وحادث الأقصر خير دليل على هذا.. انهارت أعصابهم لعودة السياحة، فأقدموا على حماقة لا سبيل فيها إلا للشيطان.. هيتجننوا، فنصيحة يا رجال أمن مصر.. خليهم يتجننوا، لأنهم مجانين بالفعل.