لا يمكن لأحد أن ينكر أن مصر الثورة تمر بمرحلة هامة للغاية هذه الأيام، ولا بد لنا كلنا، أقصد هنا كل المتابعين والمراقبين، أن يكونوا يقظين هذه الأيام لمتابعة ما يحدث على أرض الواقع لنكتشف جميعا حجم المأساة التى نعيشها جميعا وهى ظهور جماعة الإخوان المسلمين على الساحة السياسية بعد الثورة فى مصر، فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن ينسى أو يتناسى أى منا تلك الهجمة الشرسة التى نراها كل يوم على مؤسسة القضاء من جماعة الإخوان المسلمين ولا يمكن لأحد أن يصف مواجهات الإخوان بالقضاء إلا بالهجمة الإرهابية الهمجية، ونحن فى أشد الاستغراب أن نجد اليوم الذى نرى فيه الإخوان المسلمين هم الذين يمتلكون صك الثورة والثوار ويتهمون من يخالفهم فى الرأى بالفلول، وبعد وصول الجماعة إلى كرسى رئاسة الجمهورية كبرت أحلامهم وآمالهم وتملكتهم قوة زائفة يريدون بها أن يقولوا للجميع فى مصر «إننا الأقوى وإننا الأعظم»، وسبحان الله ما بين عشية وضحاها يتحول الإخوان المسلمون من الأبواب الخلفية والسجون إلى الشوارع والصوت العالى والهجمات الإرهابية على المخالفين لهم فى الرأى، ففى المشهد الأخير وداخل قاعة مجلس الدولة كان المشهد يؤكد أننا لسنا أمام جماعة سياسية بل نحن أمام جماعة إرهابية ترهب كل من يواجهها بالحجة والمنطق، هتافات هؤلاء داخل المحكمة كانت هتافات إرهابية يريدون بها أن يرهبوا قاضى المنصة حتى يحكم لهم كما يريدون، اعتداؤهم السافر على الشخصيات الوطنية المحترمة من أمثال حمدى الفخرانى ونجاد البرعى وأبو العز الحريرى يدل دلالة كاملة على أن صوت البجاحة السياسية هو الأعلى، ومن يرَ فتيانهم على شبكات التواصل الاجتماعى الفيسبوك والتويتر وتعليقهم على الآراء المخالفة لهم والصادرة من قادة الرأى وشباب مصر يعلم تماما أن هؤلاء الفتية تربوا فى مدرسة الإرهاب لا مدرسة المنطق والسياسة. إنهم يسيئون إلى كل من يخالفهم فى الرأى ويتهمونه بأكبر الاتهامات، بالكفر، لمجرد أنه اختلف معهم أو هاجمهم على مواقفهم المختلفة. إن مصر تمر هذه الأيام بفترة عصيبة من حياتها وهى ترى تلك الجماعة تخرج من الجحور لتخرب فى البلد وتعمل بكل ما فيها من قوة على تدمير سلطة من أهم السلطات فى مصر وهى السلطة القضائية. إننا اليوم فى مصر نحتاج إلى التوحد فى وجه ديكتاتورية تلك الجماعة بقياداتها المختلفة، ولن تخيفنا ابتسامات البرنس على شاشات الفضائيات ومحاولاته الدؤوب للدفاع عن الجماعة بمنطق لا يمكن أن يتقبله طفل ولا يمكن الآن وبعد أن رأينا وجههم الآخر على أرض الواقع أن نثق ببعض قيادتهم التى كنا نثق بها، فعصام العريان الآن وبعد أن أمسكت الجماعة بالحكم ليس هو عصام العريان الثائر المناضل قبل الثورة، ومحمد البلتاجى الذى امتلك الكثير من الاحترام من الثوار ليس هو محمد البلتاجى الآن الذى يفعل كل ما فى وسعه ليقدم للناس تحليلات مزيفة لما يحدث من أخطاء جسيمة لقيادات الجماعة.. تأملوا وجوههم أمام ساحات القضاء وفى ميدان التحرير وقبل ذلك وهم يعتدون على شباب الثورة أمام مجلس الشعب، الوجوه تقول إنها تحمل التعليمات وتنفذها، ودون وعى ولا تفكير. ولا يمكن لأحد أن ينكر فى الفترة الأخيرة أن صف الثورة قد انكسر بوقوف بعض من الشخصيات الوطنية بجانب الجماعة وحزبها فى خطها السياسى، وأكثر ما أدهشنى فى الأيام السابقة هو حديث الأستاذ ثروت الخرباوى فى جريدة أسبوعية يتحدث فيها عن تلك الرموز التى اختارت أن تقف فى صف الإخوان نكاية فى العسكرى على حد قول الأستاذ ثروت الخرباوى، ولكن ما قدمه الأستاذ ثروت من اتهامات أقل ما يمكن أن يوصف به أنه اتهامات صادمة لتلك الشخصيات، يجعلنى أعيدها عليكم مطالبا تلك الشخصيات بالرد السريع عليها لخطورتها، وأهمها أن الأستاذ ثروت يؤكد أن الإخوان تقوم بعمل عقود وهمية وإعطاء وعود لآخرين حتى يؤيدوهم بحثا عن منصب أو وظيفة، وهنا يتحدث عن الأستاذ الإعلامى الكبير حمدى قنديل الذى يؤكد أنه كان رأيه فى الإخوان قبل انتخابات الرئاسة الأخيرة أنها جماعة فاشية ولا يمكن أن يثق بها أبدا، وإذا به بعد أن أشار إليه أفراد الجماعة بإصبعهم الصغيرة ليذهب إلى تلك الجماعة الفاشية التى لا يثق بها حسبما قال، ثم يأخذهم بالأحضان ويحضر مؤتمر مرسى ويلقى بيانا يمدح مرسى فيه على أنه مخلّص لمصر من الفساد وذلك طمعا فى أن يكون وزيرا للإعلام أو رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، ويؤكد الخرباوى أن حمدى قنديل سيأخذ من الإخوان شلوتا لأنهم يكرهونه ويعتبرونه من الشخصيات المحرمة بسبب ذهابه فى الماضى إلى السجون كمذيع فى التليفزيون وكان شاهدا على تعذيب الإخوان عندما يخرج يتحدث بأشياء تخالف الحقيقة، ويستطرد الدكتور ثروت الخرباوى قائلا كذلك حسن نافعة ويقصد هنا الدكتور حسن نافعة الأستاذ والناشط السياسى الكبير، ويقول عنه إنه كان باحثا عن عقد عمل مع الدكتور محمد البرادعى وكان دائما باحثا عن عقود عمل فى عهد مبارك، والآن يبحث عن عقد عمل مع الإخوان راغبا فى الحصول على مكان فى الحكم، أما المستشار أحمد مكى أو المستشار محمود الخضيرى فيؤكد الخرباوى بأن مواقفهما الآن التى تساير الإخوان ما هى إلا نتاج أنهما عضوان فى جماعة الإخوان المسلمين وأن مكى هو من أشار على مرسى بعودة مجلس الشعب ومخالفة قرار الدستورية، ويتهم الخرباوى المستشار على البنا الذى يعتبر مستشارا على أموال كان يتقاضاها عبد المنعم نظير قضايا كان يترافع عنها للإخوان المسلمين واتهم أيضا المستشار زكريا عبد العزيز بأنه يطمع فى تعيينه وزيرا للعدل ويؤكد أن الإخوان لا يحبونه مع أنه ينتظر تكليفه منصبا فى عزبة الإخوان، ويكشف الخرباوى سر تحول الدكتور ثروت بدوى الدكتور القانونى الدستورى الشهير بتغيير آرائه فى الإخوان المسلمين بعد أن كان يعارضهم معارضة قوية بأن الرئيس مرسى استدعاه وقال له أنا أحبك وأحترمك وأريدك أن تكون مستشارا لى، ففرح ثروت بدوى بأنه استطاع أن يحصل على عقد عمل وبالتالى تغيرت وتبدلت آراؤه فى الإخوان المسلمين، وأكد الخرباوى أن أكثر من شخصية عامة سوف تكون ضحية من ضحايا الإخوان المسلمين ومنهم الكاتب الكبير علاء الأسوانى الذى يدافع عن الإخوان الآن، لماذا؟ لأن الإخوان ينظرون إليه على أنه علمانى وملحد وكافر وصاحب ثقافة فرنسية ويعتبرونه رجلا يُشِيع الفاحشة والفحشاء والجنس فى المجتمع، وهم يبتسمون فى وجهه الآن لأنهم يريدونه، ويؤكد أن موقف الأسوانى من الإخوان الآن ما هو إلا نكاية فى العسكرى. هذه الاتهامات لتلك الشخصيات الوطنية المحترمة يجب أن نستمع إلى ردود منهم عليها لخطورتها وخطورة الأيام التى تمر بها مصر.