«مستقبل وطن» ينظم مؤتمرات جماهيرية بالمحافظات لدعم المشاركة في انتخابات مجلس النواب (فيديو)    وزيرا التنمية والزراعة ومحافظ الوادي يتفقدون مجمع الخدمات الذكيه بالخارجة    «الزراعة» تطلق الحملة القومية لتحصين الماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع    اللواء محمد إبراهيم الدويري يكشف تفاصيل المرحلة الثالثة من صفقة شاليط    تأكيد مصري باكستاني على تكثيف التشاور بين البلدين لتفادي التصعيد ومواجهة التحديات المشتركة    جلسة بين الأهلي وحسين الشحات لبحث نقاط الخلاف في ملف تجديد العقد    طقس الأحد.. حار نهارا وشبورة كثيفة صباحا والعظمى بالقاهرة 30 درجة    السبت 1 نوفمبر إجازة رسمية تزامنا مع افتتاح المتحف المصري الكبير    وزارة الأوقاف: منع تام لاستخدام المساجد في الدعاية أو الأنشطة الانتخابية    جدول مباريات اليوم السبت 25 أكتوبر 2025.. مواجهات نارية في الدوري المصري ودوري أبطال إفريقيا    ترامب يعرب عن استعداده للقاء زعيم كوريا الشمالية خلال جولته الآسيوية    المتحدث باسم حماس: جاهزون لتسليم حكم غزة وندعو للإسراع بذلك    أول تعليق من منة شلبي بعد زواجها من أحمد الجنايني    محافظ المنوفية: 172 مليون جنيه جملة استثمارات مشروعات الخطة الاستثمارية الجديدة    وظائف جديدة في البنك الزراعي المصري .. التفاصيل والشروط ورابط التقديم    رئيس «المتاحف» في مصر: الشمس ستتعامد على وجه رمسيس الثاني بالمتحف الكبير على غرار معبد أبو سمبل    دون الحاجة للذهاب إلى الطبيب.. 5 طرق لعلاج ألم الأسنان في المنزل    قلق عالمي.. الأمير هاري وميجان يدعوان إلى حظر الذكاء الاصطناعي الفائق    تبدأ اليوم.. جامعة الإسكندرية تطلق فعاليات مبادرة «تمكين» لدعم الطلاب ذوي الإعاقة    «مكيف وروسي».. مواعيد قطارات «الإسكندرية - القاهرة» اليوم السبت 25 أكتوبر 2025    إصابة 6 أشخاص في تصادم مروع بالشرقية    اتهامات تزوير تلاحق رمضان صبحي.. وجنايات الجيزة تؤجل نظر القضية ل22 نوفمبر    «الداخلية»: ضبط 381 قضية مخدرات وتنفيذ 84 ألف حكم قضائي خلال 24 ساعة    «السردين ب70 جنيهًا».. أسعار السمك والمأكولات البحرية بأسواق الإسكندرية اليوم 25 أكتوبر 2025    بعد انخفاض الكيلو.. أسعار الفراخ اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في بورصة الدواجن    شيخ الأزهر يزور إيطاليا للمشاركة في المؤتمر العالمي «إيجاد الشجاعة للسعي لتحقيق السلام»    رئيس «الدولي» للمتاحف: الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثاني بالمتحف المصري الكبير    عشاق الهدوء.. 5 أبراج مش بيحبوا الضوضاء والزحمة    وزير الإسكان يتفقد مكونات مشروع حدائق «تلال الفسطاط»    تخطيط وتجميل.. الجيزة تتزين لاستقبال زوار المتحف المصري الكبير    حملة «100 يوم صحة» قدّمت 138 مليونًا و946 ألف خدمة طبية مجانية خلال 98 يومًا    من غير مواد حافظة.. حضري لأطفالك الزبادي بالفواكه الطازجة في البيت    التضامن: تحسين منظومة الكفالة وتطبيق إجراءات الحوكمة عند تسليم الأطفال    اللواء محمد الدويري: أحد قيادات حماس البارزة لجأ لأبو مازن لحمايته من قصف إسرائيلى    وزير الرى يتابع حالة المنظومة المائية وإجراءات تطوير منظومة إدارة وتوزيع المياه بزمام ترع الإسماعيلية والسويس وبورسعيد    وزير الزراعة يستقبل عدد من الفلاحين ويستمع لمشاكلهم.. ويؤكد: دعم الفلاح "أولوية" ومكتبي مفتوح للجميع    وزارة التعليم: امتحان الشهر لصفوف النقل يوم 26 أكتوبر والأسئلة مقالية بنسبة 15%    موعد مباراة الحزم والنصر في الدوري السعودي    وزارة «الزراعة» تقرر حظر نقل القطن بين الوجهين القبلي والبحري    توصيات طبية جديدة: إدخال الأطعمة المثيرة للحساسية للرضع يدرب الجهاز المناعي    موعد مباراة بايرن ميونخ أمام مونشنجلادباخ بالدوري الألماني.. والقنوات الناقلة    في 5 خطوات فقط.. روشتة لتحسين الصحة النفسية والجسدية    ختام مبهر للدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، سعد مفاجأة الحفل، ساويرس يكرم انتشال التميمي، أحمد مالك وليا دروكير أفضل ممثل وممثلة (صور)    بعت نصيبي من ورث والدي فقاطعني إخوتي هل عليا ذنب؟ الإفتاء ترد    حكم صلاة المرأة بالبنطلون في الإسلام.. الأزهر يوضح الضوابط الشرعية وآداب الستر    حريق بشقة سكنية في الإسكندرية    عمرو أديب يرد على شائعة انتقال محمد صلاح إلى الأهلي: «سيبوا الراجل في حاله»    موعد مباراة ميلان القادمة عقب التعادل أمام بيزا والقنوات الناقلة    مستوطنون يهاجمون المغيّر ويحرقون 3 مركبات    ترامب: علاقاتي مع زعيم كوريا الشمالية جيدة وآمل لقاءه خلال جولتي الآسيوية    «الأزهر العالمي للفتوى» يرد| قطع صلة الرحم.. من الكبائر    الإفتاء تُجيب| تحديد نوع الجنين.. حلال أم حرام؟    الإفتاء تُجيب| «المراهنات».. قمار مُحرم    الشرطة المصرية.. إنجازات أبهرت العالم    الوداد المغربي يعلن عن مدة تعاقده مع حكيم زياش    تفاصيل اصطدام باخرة سياحية بكوبري كلابشة في أسوان.. ماذا حدث؟    "لا تستمع لأي شخص".. بانزا يوجه رسالة ل محمد السيد بعد انتقادات الجماهير    إنزاجي يشيد بلاعبى الهلال بعد الفوز على اتحاد جدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفن والرئاسة.. من «عوَّامة» منيرة المهدية ل«طائرة» يسرا وإلهام شاهين
نشر في التحرير يوم 04 - 06 - 2015


كتب- حمدي عبد الرحيم:
لا توجد جهة مصرية اعترفت رسميًّا بتوجيه الدعوة أو تمويل السفر
والصريطى: اللى ماعندوش تصوير سافر مع الرئيس وجميع الاختيارات ارتجالية ولا توجد معايير
يسرا وإلهام علامتان أكيدتان من علامات زمن مبارك.. وهذا يجعل كثيرين يغضبون من ظهورهما الدائم على سطح الأحداث
هل لا بد من الفن؟
نعم وكرامة عين
منذ إنسان الكهوف والفن حاضر وفاعل وملهم وتجاهله أو تحريمه وتجريمه دليل ضعف لا دليل قوة، ودليل مرض لا دليل صحة.
الأسوياء من كل دين ولون وعرق وحضارة يحترمون الفن بمطلق معناه، احترامًا ويرتقى يرقى به، حتى يبدو كأنه حاسة من الحواس التى بغيابها أو بنقصانها يبدو الكيان والتكوين الإنسانى مشوهًا.
هذا عن الفن فى معناه العام السامى والراقى، لكن قصة استخدامه أمر مختلف تمامًا، نتفق حوله أو نختلف، نقبله أو نرفضه، هذا حق متاح للجميع شريطة عدم تحريم أو تجريم الفن الذى هو أرقى أداة توصل إليها العقل البشرى، لكى يعبر بها عن معنى وجوده.
منذ بداية أسبوعنا هذا والوطن يعيش لحظة من لحظات مشاجراته حول الفن، وقد تفجر الأمر بعد الإعلان عن أن وفدًا من الفنانين سيصاحب رئيس الجهورية فى زيارته لألمانيا، وقد حدث خلط كثير وبعضه متعمد لكل الأوراق، فما عدنا نعرف مَنْ يستنكر ماذا؟
ليست بدعة.. مذ كانت الدول وهى تستخدم الفن وتعتمد عليه، حتى عندما كانت الدول تتخذ شكل القبائل، فالشاعر القديم كان فنان وإعلام دولته/ قبيلته، ولذا فإن الدولة العصرية لم تأتِ بجديد ولم تفتق فتقًا فى ناموس الكون عندما لجأت إلى استخدام الفن.
التاريخ المصرى السياسى ممتلئ بنماذج استخدام الدولة للفن، بداية من اجتماع مجلس الوزراء فى عوامة سلطانة الطرب الست منيرة المهدية مرورًا بمكانة الشيخ سيد درويش لدى زعيم الأمة سعد باشا زغلول، حتى إن نشيد استقبال المصريين لسعد باشا (بلادى بلادى) سيصبح هو النشيد الوطنى لعموم البلاد، وصولا إلى حنجرة عبد الحليم وألحان كمال الطويل وكلمات جاهين والأبنودى وغيرهم، والتى رعت جميعًا الحلم الوطنى فى زمن عبد الناصر مغنية لتأميم القناة ولبناء السد وساندة ظهور الرجال وهم على الجبهة يستعدون لجولة ثانية مع عدو غاشم.
بعض الاستخدام كان سيئا جدا، وكان يجعل من الفنان فى أى قطاع كان إنجازه مجرد بوق وأحيانًا مجرد جسد رخيص، وليس الآن وهنا مجال لحديث عن استخدام الأجساد الفنية لحساب كذا وكذا من المصالح.
وبعض الاستخدام نظلمه ظلمًا بينًا عندما نضعه فى خانة الاستخدام، لأن القائمين به كانوا يعبرون عن مشاعرهم الشخصية وانتمائهم الذاتى، فلم يستخدم أحد فؤاد حداد مثلا وهو يطوف مثل درويش فى حضرة الوطن، كما لم يجرؤ أحد على أن يستخدم أحمد فؤاد نجم مثلا، الذى تجرأ أحدهم وطالبه بأن يصالح السادات بأغنية أو قصيدة بعد انتصاره فى حرب رمضان، فما كان من نجم إلا أن قال للوسيط: «أنا مش باكتب غير عن الشهداء، روح قول للسادات يستشهد الأول وأنا هاكتب عنه معلقة».
وبعد ذلك اللقاء كتب نجم تحية للأبطال الذين اقتحموا القناة ودمروا خط بارليف رائعته «دول مين ودول مين.. دول ولاد الفلاحين».
الفنانون هم بالأساس جزء من الوطن وليس كثيرًا عليهم أن يتضامنوا معه ويعبروا عنه.
والشعب المصرى على وجه الخصوص يستطيع ساعة الجد احتضان الفن حتى لو كان نخبويا مثل فن النحت، وقد جمع المصريون المال اللازم لإقامة تمثال نهضة مصر الذى نحته المثال العبقرى محمود مختار.
إذن لجوء الدولة العصرية إلى الفن بكل قطاعاته وبمختلف أنواعه أمر لا غبار عليه وليس بدعة يبتدعها فلان أو علان، فأين المشكلة؟
حكاية قديمة لا تثير الدهشة
قالوا:
«كان الرئيس جمال عبد الناصر فى زيارة للمغرب لحضور مؤتمر رؤساء إفريقيا، وكان موكب الرئيس عبد الناصر والملك محمد الخامس بالسيارة المكشوفة يخترق شوارع مدينة الرباط وسط حشود جماهيرية هائلة.
وفى وسط هذا الحشد الضخم ظهر رجل مغربى بسيط تلوح على وجهه ملامح الطيبة وظل يصارع الجموع ويخترق الزحام حتى استطاع الوصول إلى السيارة التى تقل الزعيمين وصرخ بأعلى صوته: يا سيادة الرئيس يا سيادة الرئيس.
ووصل صراخه إلى عبد الناصر، فطلب من السائق وقف السيارة، وأشار للرجل بأن يقترب اقترب الرجل من السيارة، وصافح الرئيس وسط ابتسامة ودهشة الملك محمد الخامس، ثم شب الرجل على أصابع قدميه حتى وصل إلى أذن عبد الناصر الذى انحنى يصغى إليه.
وقال الرجل لعبد الناصر: سيادة الرئيس متى ستعود إلى القاهرة؟
فدُهش عبد الناصر وأجابه: ربما بعد غد إن شاء الله.
وهنا قال الرجل لعبد الناصر: يا سيادة الرئيس بعد أن تعود إلى القاهرة إذا استطعت مشاهدة إسماعيل يسن سلّم لى عليه...
فهز عبد الناصر رأسه موافقا ثم سرعان ما انفجر هو والملك بالضحك.
المغزى واضح مفهوم والدلالة مؤكدة، الفن خطير ومهم، وهو أقوى قوى ناعمة تمتلكها الأمم.
ولكن كيف يكون الامتلاك؟ وكيف يكون الاستخدام؟
هذا سيظهر فى ما هو قادم من سطور.
شهادات.. والله أعلم
ما الذى جعل الناس تثور وترغى لأن وفدًا من الفنانين سيسافر مع الرئيس؟
إنه التعتيم المصرى الذى يبدو مثل لعنة أزلية سرمدية لا فكاك منها.
لا أحد يستطيع الجزم بالجهة الداعية والممولة للسفر، كلها شهادات يضرب بعضها رقاب بعض.
تقول الشهادة الأولى: إن أكثر من 20 فنانا مصريا سيرافقون الرئيس فى زيارته لألمانيا، ضمن الوفد الشعبى الذى تم إعداده لمؤازرة الرئيس ودعمه فى مواجهة اللوبى الإخوانى الذى يعمل فى برلين منذ سبعينيات القرن الماضى حسب تأكيدات أعضاء الوفد.
الوفد يضم عددًا من النجوم الذين يمثلون قوة مصر الناعمة، أبرزهم يسرا وإلهام شاهين وعزت العلايلى وممدوح عبد العليم وشريف منير وياسمين الخيام ومدحت صالح ولبلبة، وخالد سليم وماجد المصرى، ولقاء الخميسى ومحمد كريم وداليا البحيرى وهالة صدقى ومحمد الصاوى وأحمد بدير وإيهاب توفيق وأيمن العزب بالإضافة إلى المخرج خالد يوسف الذى تولى عملية تنسيق الوفد والتواصل مع الفنانين». انتهت الشهادة ولم تذكر شيئًا عن الجهة الداعية أو الممولة، وهنا يجب أن أعتذر إلى القارئ الكريم، لأننى لن أذكر مصادر الشهادات، لأنها جميعا متشابهة وتمتلئ بها المواقع الإخبارية.
إذا عرفنا أن مهمة الوفد مواجهة اللوبى الإخوانى الناشط فى برلين، ولكن مع كامل الاحترام للمسافرين هل هؤلاء يستطيعون التأثير فى الرأى العام الألمانى أو أى رأى عام غربى خصوصًا؟
تجربتنا نحن الشخصية تجعلنا نقول «لا» بملء الفم.
ألم يكن من الأفضل أن يضم الوفد فنانين لهم حضور عند الألمان مثل المداح الشيخ ياسين التهامى والفنان محمد منير؟
ألم يكن من الأفضل أن يضم الوفد رسامين ونحاتين وموسيقيين لهم ذات الحضور، وهم كثر وتعرفهم إدارات الدولة المختلفة؟
الشهادة الثانية تقول: إن رجلى الأعمال الشهيرين محمد أبو العينين ومحمد الأمين هما الممولان الرئيسيان للسفر، وهما اللذان اختارا أعضاء الوفد.
ولكن هذه الشهادة رغم انتشارها فإنها تفتقد وجود تصريح رسمى لأبى العينين أو الأمين، يؤكدان من خلاله أو ينفيان علاقتهما بالأمر، الموضوع مجرد أقوال مرسلة شائعة، وشيوعها يعطى شكل الحقيقة، لكنه لا يقدم جوهرها.
الشهادة الثالثة وهذه مهمة، لأنها منسوبة للفنان سامح الصريطى، وفيها يقول ل«المصرى اليوم»: «إن الفنانين المرافقين للرئيس وافقوا على السفر لعدم ارتباطهم بمواعيد تصوير فى الوقت الحالى، بينما كان هناك عدد من الفنانين كانوا مرتبطين بتصوير أعمالهم، مما أدى إلى عدم سفرهم مع الوفد.
وتابع: «اللى فاضى راح، والأمور عبارة عن اجتهادات فردية، واللى ظروفه سمحت سافر، وجميع الاختيارات ارتجالية وتلقائية».
وحول معايير اختيار الوفد الفنى المرافق للرئيس، قال «الصريطى» إنه لا توجد معايير، وكانت هناك طائرة رجال أعمال نسق بعضهم مع الفنانين من أجل السفر.
هل انتبهت لدلالة كلمات مثل «ارتجالية وتلقائية واجتهادات فردية واللى راح»؟
كيف سنواجه اللوبى الإخوانى بالارتجالية والتلقائية؟
ثم يغضب بعضهم، لأن مرتادى ال«فيسبوك» و«تويتر» يصيحون ضد الوفد، بل وضد فكرة المرافقة من أساسها.
الشهادة الرابعة وصاحبها هو الكاتب الصحفى خالد صلاح الذى قال: إن هناك أنباء ترددت على مواقع التواصل الاجتماعى تقول إن الرئيس عبد الفتاح السيسى دعا عددًا من الفنانين والإعلاميين لمرافقته فى زيارته لألمانيا، ولكن هذا خاطئ تمامًا، لأن مؤسسة الرئاسة لم تدع أحدًا لمرافقة الرئيس فى زياراته الخارجية، مؤكدًا أن الشخصيات العامة التى تمت دعوتها لمرافقة الرئيس خلال زيارته لبرلين من غرفة صناعة الإعلام. وأضاف صلاح «أن الرئيس السيسى يجهز فريقه من المستشارين الذى سيرافقونه فى أثناء الزيارة فقط، ولا يدعو أى أحد آخر، مؤكدًا أن الإخوان والأتراك يصنعون تحالفا ضد الدولة فى ألمانيا، وظهر هذا فى تصريحات رئيس البرلمان الألمانى بعدم مقابلة الرئيس السيسى، على الرغم من عدم مطالبة الدولة المصرية لمقابلته بألمانيا، فضلًا عن صرف الأموال الهائلة من قبل التنظيم الدولى بالخارج على إفشال زيارات الرئيس الخارجية، للاعتصام ضد الرئيس السيسى ببرلين، ولذلك تطوعت غرفة صناعة الإعلام بدعوة شخصيات عامة لمرافقة الرئيس بالزيارة حتى يتم الوقوف ضد هؤلاء العناصر الإرهابية».
كل ما سبق لا يروى عطش الباحث عن الحقيقة، لأن كل صاحب شهادة لا يقدم دليلا قاطعا أو حتى مقنعًا على صدق شهادته، كل الشهادات يجب أن نعقب عليها بالجملة الخالدة، هذا والله أعلى وأعلم!
هل ثمة بطحة؟
لماذا يمضى المسؤول المصرى فى الحياة كأن على رأسه بطحة؟
لماذا تتلبسه دائمًا روح المريب الذى يكاد يقول خذونى؟
أمامنا أربع جهات وضعت نفسها فى موضع الريبة.
أولا الرئاسة، وثانيا رجلا الأعمال محمد الأمين ومحمد أبو العينين، وثالثا غرفة صناعة الإعلام، ورابعًا الفنانون أنفسهم.
كل هؤلاء ما كان أسهل عليهم أن يصدروا بيانا رسميا محكما لا لبس فيه يؤكد أو ينفى علاقتهم بالأمر كله من بدايته إلى نهايتهم.
لا نعرف لمصلحة مَنْ هذا التعاطى الذى يعتمد التعتيم والتناقض مع موضوع جماهيرى مثير كهذا؟
هل ثمة بطحة على رأس أحد؟
هل هناك لا قدر الله سمسرة فى أمر كهذا؟
هل هناك مصالح شخصية تتستر بستار تبيض وجه مصر أمام الغرب؟
لماذا تبدو القصة كأنها قصة شحن أنفار لحضور فرح ابن العمدة؟
هل يشعر المسؤول المصرى بكسرة العين أمام الغرب؟ فيقوم بحشد ممثلين للمجتمع المدنى لكى يثبت أن الثلاثين من يونيو كانت ثورة ولم تكن انقلابا؟
لو كان ذلك كذلك، فما أطيب قلب هذا المسؤول المصرى الذى يظن أن الغرب سيهتم بهذه التسميات، وستؤثر فى مجمل توجيهات معنا أو ضدنا مثل تلك الوفود.
الغرب لا يهتم -وهذا حقه- إلا بتحقيق مصالحه هو، ولن يلتفت لشخص الحاكم ولا لأيديولوجيته ما دامت لا تضرب مصالحه فى الصميم.
هذه الأسئلة وغيرها فرضها التضارب الذى يشمل كل تفاصيل السفر، فلا نعرف الجهة على وجه القطع واليقين الجهة الداعية ولا الجهة الممولة ولا حتى قائمة المسافرين، فكل موقع إخبارى يقول أسماء غير التى يقولها الموقع الذى يليه، حتى إن الفنان أشرف عبد الغفور نشر على لسانه أكثر من تصريح متناقض حول سفره، ولا نعرف هل صرح هو بلسانه أم هى الفبركة المعتادة؟
حرب الدانتيلا
تقول وكيبيديا: «إن (دانتيلا) هو فيلم مصرى بطولة: يسرا، إلهام شاهين، محمود حميدة، وهو من إخراج إيناس الدغيدى. الفيلم مقتبس عن الرواية الأمريكية (الشواطئ - بالإنجليزية: Beaches) ل(آيرس راينر دارت). ويحكى الفيلم قصة صديقتين تعمل إحداهما مطربة وتسافر الأخرى إلى الخارج إثر زواجها من دبلوماسى يفشل زواجها بسببها، فتعود إلى مصر لتجد أن صديقتها استولت على حب عمرها وتزوجته فتشتعل الغيرة فى قلبها وتقرر استعادة ذلك الرجل، محمود حميدة الذى يجد فى الزواج منهما هما الاثنتين أفضل الحلول، فنشاهد مشاهد غيرة عديدة وكيد نساء فى قالب كوميدى... وفى النهاية تقرر الاثنتان التخلص من الزوج، لأنهما اكتشفتا أن صداقتهما أعمق وأمتن من أن يفسدها رجل».
استلهام هذا الفيلم تحديًا، كان هو القاسم المشترك الأعظم بين الردود الغاضبة على مشاركة يسرا وإلهام شاهين فى الوفد المرافق للرئيس.
هذا الاستدعاء للفيلم ما هو إلا محاولة للهجوم على الاثنتين تحديدًا، ولو كان المسؤول المصرى يقرأ خارطة الشعور الشعبى تجاه ثورة 25 يناير تحديدًا لجنّب نفسه ولجنّب مؤسسته أيًّا كان اسمها أو دورها مشقة الدفاع عن أعضاء الوفد.
المصريون فى مجملهم وبعيدًا عن رطانة فلان أو علان يقدرون ثورة يناير ويعرفون لها فضلها، وهم -أعنى المصريين- لا يسامحون فى الأسماء التى خاضت فى عرض الثورة أو تنصلت منها أو أعلنت عن دعمها لنظام مبارك.
يسرا وإلهام، علامتان أكيدتان من علامات زمن مبارك، لم تسهما بكلمة فى ثورة يناير وسكتتا تجاوبًا مع الريح عن مهاجمتها، وهذا ما يجعل الكثيرين يغضبون من ظهورهما الدائم على سطح الأحداث التى ما كانت ستكون لولا الثورة التى لم تشاركا فيها.
أما عن دوريهما فى الثلاثين من يونيو فكان كدور غيرهما من الفنانين الذين كانوا على ثقة بأن الزمن الإخوانى متى تمكن فلن يبقى للفن فى مصر ذكر، دورهما لم يكن فارقا ولم يكن نوعيا، بل كان فى جزء منه شخصيا تماما، كما فى حالة إلهام شاهين على وجه التحديد، فهى كانت بطلة أزمة شهيرة مع رجل يدعى عبد الله بدر، تطاول عليها وخاض فى عرضها، فما كان أمامها إلا أن تدافع عن نفسها وبشراسة وهذا حقها لا ينكره عليها منصف.
ويبقى سؤال استدعاء فيلم دانتيلا قائمًا، على مَنْ وعلى ماذا تتنافس يسرا وإلهام شاهين؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.