استيقظ مسئولو الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" صباح اليوم الأربعاء، على حملة قضائية كبيرة طالت كبار المسئولين بالاتحاد الذي يرأسه السويسري جوزيف بلاتر، قبل يومين فقط من موعد إجراء انتخابات رئاسية جديدة يتنافس فيها السويسري رئيس الاتحاد الحالي والأردني الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي، ورئيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم. وأعلنت السلطات السويسرية أنها أعتقلت 6 من كبار مسئولي الاتحاد الدولي لكرة القدم من داخل أحد الفنادق الفارهة بمدينة زيورخ السويسرية، وذلك لمواجهتهم بتهم فساد صادرة عن القضاء الأمريكي، وقالت وزارة العدل السويسرية في بيان إن "الشرطة أوقفت 6 عاملين في الاتحاد الدولي لكرة القدم بطلب من السلطات الأمريكية"، موضحة أنها تتحرك بطلب من نيابة منطقة شرق نيويورك. وأضافت أن المسئولين يواجهون تهم "التورط في دفع أموال لموظفين كبار في منظمات لكرة القدم (مندوبون وغيرهم من العاملين في منظمات فرعية للفيفا) مقابل حقوق في وسائل الإعلام وحقوق للتسويق لمباريات التي تقام في الولاياتالمتحدة وأمريكا الجنوبية". كما داهمت الشرطة السويسرية مقر الفيفا في العاصمة زيورخ وصادرت ملفات خاصة باستضافة مونديال 2018 و 2022، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية التي نشرت أسماء المسئولين المعتقلين، وجاء على رأسهم نائب جيفرى ويب (نائب رئيس فيفا،رئيس اتحاد كونكاكاف)، اوجينيو فيجيريدو (نائب رئيس فيفا، رئيس اتحاد اميركا الجنوبية). وتأتي تلك الحملة القضائية قبل يومين فقط من موعد إجراء الانتخابات على مقعد رئيس الفيفا، وتعد ضربة موجعة للرئيس الحالي جوزيف بلاتر خاصة مع تصاعد الاتهامات الموجهة له بالفساد في الفترة الأخيرة. وقد تخدم تلك الاعتقالات ترشيح الأمير علي بن الحسين وتدعم حظوظه في الفوز برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، علما بأن القراءات السابقة كانت ترشح بلاتر للفوز بها رغم الدعم الذي حظي به الأمير الأردني من طرف الكثير من الجهات الأوروبية. وعلق الأمير علي بن الحسين على الحملة التي شنتها الشرطة السويسرية على مسئولي الفيفا بأنه "يوم حزين لكرة القدم". وكان بن الحسين قد طالب من قبل بلاتر بالرحيل من منصبه لأنه لم يعد لديه ما يقدمه لمؤسسة كروية عالمية بحجم "الفيفا"، ولأن المؤسسة بحاجة لدماء جديدة وشابة. وشدد الأمير في حوار مطول مع صحيفة "الشرق الأوسط"، على أن السمعة السيئة هي أكبر خطر يتهدد الاتحاد الدولي لكرة القدم جراء الملفات المالية السرية التي لا يطلع عليها تنفيذيو "فيفا"، موضحا أن المرحلة المقبلة بحاجة للتغيير والتطوير والشفافية في كافة الأرقام التي يجب على كل الاتحادات الإطلاع عليها لمعرفة أين تذهب الإيرادات المالية. وأوضح أن رؤيته تشمل التركيز على المنتخبات وتطويرها وكذلك الاهتمام بالاتحادات كافة، لاسيما الفقيرة وذات الإمكانات المحدودة، وقال إن "رؤية العالم حول الاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن وجود فساد والرغبة في دم جديد وأفكار جديدة وتطوير وبالتالي أنا مستعد وجاهز للمرحلة التي يريدها الجميع".