قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الخميس، إن أولويات الوزارة في الوقت الحالي هي مواجهة الفكر المتطرف، وتحويل العقول التي تتبنى الفكر المتشدد من عقول "تابعة ومنساقة ومقلدة، تتبنى مبدأ السمع والطاعة العمياء، إلى من يقود أو من يدفع، إلى عقول واعية مفكرة ناقدة". وأضاف جمعة، خلال مؤتمر صحفي بديوان عام الوزارة، أن جماعات الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية تعتمد على مبدأ تغييب العقل، وأن مثل تلك الجماعات لا تريد لأعضائها أن يفكروا، ومن يفكر يطرد ويقصى من الجماعة، واصفًا الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان وتنظيم داعش، بأنها لا تؤمن بوطن وأنها صنيعة استعمارية، تعمل لصالح جهات تعادي الأمة. وأوضح أن مثل تلك الجماعات تلجأ لما يعرف "بالتنظيم الدولي"، حتى يجدو مأوى لهم في أي دولة، استنادًا إلى مبادئ وأفكار استعمارية مضللة، في محاولة للترويج لفكرة التفريط في السيادة الوطنية، "فيصبح الدفاع عن حدود الوطن أمر غير مقدس في نفوس الناس، فيتم التهاون في الدفاع عن الوطن، لأنهم يبحثون عن وطن خيالي أو خلافة مزعومة". وأردف أن تحالف الإخوان مع الجماعات الإرهابية كان سريًا لكنه انكشف الآن، مؤكدًا أن مصير الجماعة مرتبط بمصير داعش، فكلاهما له هدف مشترك، وهو إشاعة الفوضى في المنطقة، وتفتيت الدولة الوطنية وإضعافها، معقبًا: "ففي الوقت الذي تحارب فيه الجيوش العربية داعش، تنفذ عمليات إرهابية واغتيالات في الداخل لتشتيتنا بين الخارج والداخل، فسقوط التنظيم مرتبط بسقوط الإخوان". وأشار جمعة إلى أن وزارة الأوقاف بدأت في ترجمة الكتب التي تدحض الفكر المتطرف وتوضح حقيقة الدين الإسلامي، منها كتاب "تجديد الخطاب الديني"، الذي ترجم ل 13 لغة، بالتعاون مع كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر وكلية الألسن بجامعة عين شمس، وسترسل نسخ منه إلى المراكز الإسلامية حول العالم بالتنسيق مع وزارة الخارجية. ومن جهة أخرى، قال جمعة إن الأوقاف اتخذت إجراءات للقضاء على الفساد الإداري، موضحًا أن الوزارة بدأت باستخدام شبكة ربط إلكتروني في بعض المحافظات، على أن تعمم تباعًا، للحد من التلاعب، والقضاء على ما وصفه ب"المساجد والعمالة الوهمية"، وسوء توزيع العمالة على المساجد.