استغل مواطنو الأقصر، الذين يعانون من صعوبة الوضع المادي، بسبب تراجع القطاع السياحي، بدء إجازة نهاية العام الدارسي، في ممارسة السباحة بمياه النيل والترع المتفرعة منه، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة. «التحرير» التقت عددًا من مواطني الأقصر، الذين منعتهم تكلفة المصيف المرتفعة، بالمدن الساحلية، من الاستمتاع بفصل الصيف، ليجدوا في مياه النيل ضالتهم. قال محمد عرفة، عامل بمقهى شعبي، 18 سنة، إن "فصل الصيف، بدأ حارًا للغاية، ونظرًا لعملي الذي يستدعي كثرة التحرك، فإن الشعور بالحر يكون مضاعفًا، وأتوجه الساعة الثانية ظهرًا إلى مياه النيل". وأكد عاطف جمال، أُجَرِي، 23 سنة، أن مياه النيل والترع يعدان المصدر الوحيد لممارسة السباحة في فصل الصيف بداخل حدود المحافظة. وأضاف: "الغالبية العظمى من الشباب يلجأون لمياه النيل خلال فصل الصيف، بسبب عدم مقدرتهم على تحمل نفقات زيارة لمدينة ساحلية، بينما يفضل الأطفال الاستحمام بالترع، نظرًا لعدم مقدرتهم على السباحة بشكل جيد في النيل، بسبب أن مياه النيل ثقيلة للغاية وتحتاج إلى مجهود كبير". ولم يستطع محمد لطفي، موظف، 30 سنة، أن يواجه مياه النيل، وقال إن تكرار حوادث الغرق التي شهدتها المحافظة بمعدلات كبيرة، منعته -فترة ما- من الولوج إلى النيل، خوفًا من الغرق، مشيرًا إلى أن درجة الحرارة أجبرته على العودة مجددًا إلى المياه. وتابع: "قضاء يوم على حمام سباحة بأحد الفنادق السياحية بالمحافظة، سوف يكلفه راتب شهر بأكمله". من جانبها، أكدت الدكتورة ناهد ناصر، مدير إدارة مكافحة العدوى بالأقصر، أن الاستحمام بمياه النيل والترع، يعد مصدرًا لانتشار الأمراض المعدية بين الشباب والأطفال، ويساهم بشكل كبير في انتقال الطفيليات والأمراض المعدية فيما بينهم. وأوضحت أنه لا مانع من ممارسة رياضة السباحة ولكن بشرط نظافة المياه، وتطهيرها بالكلور، وذلك حرصًا على انتقال الطفيليات والأمراض الجلدية بين الشباب.