أكثر العناصر تعرضا للظلم في منظومة كرة القدم هم الحكام الذي لا يجدون من يشجعهم أو يسامحهم على أخطائهم. الجماهير تتناسي هفوات اللاعبين والمدربين لكنها لا ترحم ذلك الرجل الذي يقف وحيدا في الملعب - بلا سند أو مساندة - إذا أصدر قرارا لايعجبهم وتبدأ فورا في توجيه الاتهامات له بالإنحياز أو الرشوة وربما أيضا بالعمى!. الأخطاء التحكيمية زادت بشدة خلال المباريات الأخيرة وأثرت بشكل مباشر على بعض النتائج مما يهدد بحدوث مشاكل كبيرة إذا تكررت مرة أخرى في قادم الأسابيع الحاسمة التي ستحدد هوية البطل وأسماء الهابطين. التراجع الحالي في مستوى قضاة الملاعب المصريين ليس وليد الصدفة بل هو نتيجة عوامل متراكمة أذكر منها: 1- تعيين أكثر من 50 حكم ساحة و150 حامل راية لإدارة مباريات الدوري هذا الموسم وهو الرقم الذي لم يحدث طوال عمر المسابقة! كثرة العدد لم يسمح للجنة الحكام بعقد محاضرات للنصح والإرشاد مما أدي إلى تكرار نفس السقطات مرات ومرات. الليجا الاسبانية يقودها 21 حكم ومسابقة البرميرليج الإنجليزية يحكمها 20 فقط. 2- تذمر بعضهم بسبب عدم توافر العدالة في عملية تنطيم إسناد المباريات إليهم لدرجة أن أحدهم لم يقم طوال الموسم إلا بدور حكم رابع فقط ولم يمسك صفارة حتى الآن! طريقة اختيار قائمة الدوليين أثارت عاصفة من الإحتجاجات والإنشقاقات مازلت تلقي بظلالها السلببية و تداعياتها النفسية علي العلاقات الشخصية بينهم . 3- عصام عبد الفتاح لم ينجح في حماية الحكام أو الدفاع عنهم بل أنه ساهم بشكل مباشر في كسر هيبتهم بعد أن فتح الباب أمام الجميع للهجوم عليهم!. كيف سمح له أو قبل هو على نفسه بأن يتعاقد مع أحد المحطات الفضائية من أجل تحليل أداء الحكام وإبراز هفواتهم؟ الا يعتبر ذلك تضاد في المهام وتعارض في الوظيفة؟. 4- عدم تصدي إتحاد الكرة لكثير من تجاوزات أعضاء مجالس إدارات الأندية الذين يهينون الحكام ويتهمونهم علنا بعدم الحياد والميل لصالح فرق معينة مثلما كتب محمد عبد الوهاب عن الحكم محمد الحنفي قبل لقاء المصري والزمالك دون أن يتحرك أحد لمحاسبتة أو حتى الرد عليه!. 5-الحكم المصري لا يتقاضي بانتظام مستحقاته التي تصل إلى حوالى 2000 جنية عن كل لقاء يديره في الدوري الممتاز بينما مثيلة في الدوري الأسباني ينال 3400 يورو (31 ألف جنية مصري) عن كل مباراة!. حكام الدوري الإنجليزي يعاملون كمحترفين ويقبض كل منهم راتبا شهريا يبلغ في المتوسط 24 ألف يورو (220 ألف جنيه). إذا كنا سنتهكم على حكامنا ونقارنهم بزملائهم في أوروبا فمن الواجب أيضا أن نعقد نفس المقارنة بين مستوي لاعبينا ونجوم العالم أو بين أرضية ملعب الجونة والكامب نو مثلا!. الحكم إنسان ستتكرر أخطاءه في كل مكان وزمان.. سأعتبرها حلالا إذا كانت عفوية وحراما إذا كانت عن سوء نية.