نشرت صحيفة "هسبريس" الإلكترونية المغربية، اليوم الأربعاء، مقالاً تناولت فيه مشاركة المغرب في "عاصفة الحزم" لضرب الحوثيين باليمن، الأمر الذي خلفت تداعياته ردود أفعال متباينة بين ضرورة وقف مشاركة البلاد وآخر يؤيد استمراريتها. جاء ذلك بعد أزمة فقدان طائرة مقاتلة من طراز إف 16 تابعة للسلاح الجوي الملكي، وتداول مواقع حوثية لصور تظهر تحطم الطائرة وتؤكد رسميًا وفاة الطيار "ياسين البحتي"، الأمر الذي أربك مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، حيث تناقلت عدة مواقع وحسابات شخصية تصريحات مصورة لوالده "نور الدين البحتي" يؤكد فيها تلقيه اتصالًا من ضباط كبار بالجيش أخبروه فيه بأن سبب سقوط الطائرة كان "عطلاً تقنيًا". وأوضح السلاح الجوي الملكي الذي يشارك ب 6 طائرات من نوع F16 كانت مرابطة في الإمارات العربية المتحدة، بعد مشاركتها في توجيه ضربات جوية ضد تنظيم "داعش"، في بيان سابق له، أن "التحقق من سيل الأخبار المنشورة على إثر فقدان طائرة مقاتلة باليمن من طراز إف 16 تابعة للقوات المسلحة الملكية، وتأكيد أن الأمر يتعلق بالطائرة وبالقائد المفقود يظل صعبًا بالنظر إلى كون موقع التحطم يوجد في منطقة معادية". وتصاعدت حسب الصحيفة المغربية، أصوات المعارضة بعد فقدان الاتصال بالطيار المغربي وعلى رأسها جماعة العدل والإحسان التي أكد القيادي في صفوفها "حسن بناجح" أن الجماعة عبرت منذ البداية عن رفضها للمشاركة، بسبب "اتخاذ قرار المشاركة خارج آلية المؤسسات المنتخبة، وعدم إمكانية محاسبة تبعات هذا القرار في البرلمان". في الجانب الآخر، هناك من أبدى تفهمه للمشاركة المغربية، ومنهم أستاذ العلوم السياسية بجامعة مراكش "محمد النشطاوي"، الذي صرح للصحيفة بأن"المشاركة ناتجة عن خيار استراتيجي للمغرب بالنظر للاتفاقيات العسكرية والاقتصادية التي تجمعه بدول الخليج، فمقابل المساعدات الاقتصادية الكبيرة التي يتلقاها من هذه الدول، هو ملزم بمساعدتها في ما هو عسكري، خاصة لخبراته في هذا المجال". وأضاف النشطاوي، أن "تأكيد خبر الوفاة لن يدفع بالمغرب كذلك إلى الرضوخ إلى الأصوات المعارضة للمشاركة المغربية ما دام القرار سياديًا قد اتخذه الملك وليس الحكومة، وإن "كانت القوات المسلحة الملكية ستضع نصب عينيها الكثير من الخيارات لطريقة مشاركتها في هذه الحرب".