ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، اليوم الإثنين، أن الرئيس السوري بشار الأسد قام باحتجاز علي مملوك، رئيس جهاز مخابرات النظام وأحد أهم صناديقه السوداء، في منزله، بعد اتهامه بالتآمر للإنقلاب عليه. وتأتي هذه المعلومات لتؤكد تصدع الحلقة الضيقة للنظام السوري والمقربين من بشار الأسد منذ بدء الثورة السورية، بعد تهاوي أسماء بارزة، بدءًا برئيس جهاز المخابرات الأسبق وقريب الأسد آصف شوكت، وانتهاء بالموت الغامض لرئيس جهاز الأمن السياسي رستم غزالي قبل فترة قصيرة..وفقًا للصحيفة. ويتهم النظام علي مملوك بإجراء محادثات سرية مع دول داعمة للمعارضة المسلحة ومسؤولين منشقين عن النظام في الخارج، كما يتهمه أيضًا بالاتصال بالحكومة السورية التي شكلتها المعارضة، وذلك بعد فقدان النظام للسيطرة على مدينة إدلب وجسر الشغور لصالح فصائل معارضة وجبهة النصرة. وقال مصدر مقرب من النظام للصحيفة إن "مملوك تواصل مع المخابرات التركية عبر وسيط". وأضاف أن رجل أعمال من حلب، ساعده على التواصل مع عم الرئيس السوري رفعت الأسد الذي يقيم في المنفى منذ اتهامه بمحاولة الإنقلاب على النظام في الثمانينيات. ونقلت الصحيفة عن مصادر من القصر الرئاسي في دمشق "أن الأسد بات يعاني للحفاظ على تماسك الحلقة الضيقة المحيطة به التي بدأت خلافاتها تتصاعد". وأشارت "ديلي تلغراف" إلى أن بعضًا من عناصر الحلقة الضيقة للأسد باتوا يتخوفون من تعاظم سلطة المسؤولين الإيرانيين في سوريا الداعمين للنظام. وكشفت الصحيفة عن جملة منسوبة لغزالي قبل موته قال فيها، إن "علي مملوك متذمر من كون الحرب تسببت في رهن سيادة البلاد إلى إيران"، وإنه "كان يعتقد بالحاجة إلى تغيير الوضع". وأخبر مصدر مقرب من القصر الرئاسي في دمشق الصحيفة بأن الإيرانيين يتحكمون الآن بدائرة القرار في سوريا، بدءًا من البنك المركزي وانتهاء بالمعارك، مؤكدًا أن "معظم مستشاري الأسد الآن إيرانيون". ويرى شارل ليستر، الخبير من معهد "بروكنغز"، أن النظام يواجه وضعًا هو الأصعب منذ سنوات، وأن إيران مُتخوفة من بوادر انهيار النظام من الداخل.