قرية الجباب، أدرجها النظام الأسبق ضمن القرى الأكثر فقرًا على مستوى الجمهورية، ولم يعرها أي اهتمام، وها هي تجني من النظام الحالي الإهمال والتقصير ذاته. تقع القرية بين مركز الغنايم بمحافظة أسيوط، ومركز طما بمحافظة سوهاج، يقطنها أكثر من 25 ألف مواطن، تحاصرهم المشكلات من كل جانب، حيث تفتقر بلدتهم إلى كثير من الوسائل الخدمية. "نحتاج مكتب بريد، وأطباء للوحدة الصحية، التي تم تجهيزها وإعدادها لكي يسكنها الخفافيش"، شكى أحد أهالي القرية. تسبب قربها من المقابر الغربية، التي يدفن بها 3 قرى موتاهم، في اعتبارها قرية الموتى "الأحياء الأموات"، حيث لم تطأها قدم مسؤول من أكثر من 75 عامًا. وقال عزت عباس مهران، عمدة القرية، إن القرية تعاني إهمالًا شديدًا على مر الزمان، حيث إن الخدمات بها منقطعة تمامًا، ولا يوجد بها سوى مدرسة للتعليم الابتدائي، ومعهد أزهري للمراحل الابتدائية، ومخبز بلدي واحد لا يكفي في الغالب سد حاجة الأهالي لرغيف العيش. وطالب بإدراج القرية ضمن خطط التنمية التي تتبناها الدولة خلال الفترة الحالية، وعدم اتباع نفس نهج الحكومات السابقة التي كثيرًا ما تحدثت دون فعل شيء. وطالب أحمد طه، مزارع أحد أبناء القرية، المسؤلين بشركة مياه الشرب والصرف الصحي، بضرورة عمل مرشح مياه للقرية، حيث أن القرية تستمد مياهها من مرشح مياه قرية الرياينة المعلق، وفي غالب الأحيان تكون المياه ملوثة تنبعث منها روائح واللوان غريبة، وهو ما تسبب في انتشار مرض الفشل الكلوي بين أهالي القرية. وتساءل شعبان حسن، موظف بالوحدة الصحية بالقرية، لما تم إنشاء الوحدة الصحية وتجهيزها بكل الاحتياجات حيث تم بناء مبنى كامل به غرفة لطبيب الأسنان، وغرفة للطبيب البشري، وكذا طب الأسرة، إلا أن الأطباء يتواجدون فقط يوما واحدا ً على مدار الأسبوع، وعلى من يرغب في الكشف أن يكيف نفسه على مواعيد حضور الطبيب وهو اليوم الواحد فقط. وأكد أنه لا يوجد أطباء نوباتجية نهائيا ً، وفي حالة قدوم حالات مرضية يتم تحويلها على المستشفى المركزي. وخاطب عبدالصبور محمد، أحد أهالي القرية، مسؤلي التموين بالمحافظة بصرف حصة الدقيق للمخبز الذي تم الانتهاء من أوراقه منذ فترة تجاوزت العام، إلا أن التموين يرفض صرف الحصة له بحجة أن الكميات المنصرفة لا تكفي، وأكد أن أهالي القرية يلجأون للشراء من القرى المجاورة لسد حاجتهم، وهو ما يكبدهم عناء ومصروفات. وعن شباب القرية قال حسن مهران، إن أبناءنا يدرسون ويحصلون على شهادتهم الجامعية، ثم يجلسون بالمنازل وكأنهم ما درسوا شيئا ً، وهذا لعدم وجود أية مشروعات بالقرية، حيث أن القرية تعتمد بشكل كامل على الزراعة فقط، وليس لديها ما يميزها عن أي قرية، مطالبا المسؤلين بالنظر إليها والإعتناء بها. قالت " حسنية.ع" إحدى سيدات القرية، إننا نعيش بمنزل متهالك أوشك على السقوط فوق رؤوسنا وليس لدينا المال الكافي لشراء منزل جديد، وطالبت بإنشاء وحدة سكنية بالقرية مثل القرى المحيطة، حيث تم توزيع وحدات سكنية بالقرى المجاورة دون النظر إلى تلك القرية. وتابعت أقطن وأسرتي المكونة من 7 أشخاص بالمنزل، ونخشى على حياتنا وبخاصة مع قدوم فصل الشتاء واحتمالية سقوط أمطار أو سيول، قد تتسبب في انهيار المنزل في أية لحظة. وعن حالة الطرق قال محمد محمد، أحد أبناء القرية، إن الطرق جميعها غير ممهدة، وأغلبها طرق ترابية، وهذا بسبب مشروعات الصرف التي لم يتم الإنتهاء منها حتى الأن. وقالت أم محمد، إننا نتكبد كل العناء حتى نتمكن من صرف المعاش الاجتماعي في أول كل شهر، حيث أنني أتوجه إلى قرية الرياينة المعلق والتي تبعد قرابة كيلو متر، وهذا ما يكلفني سيارة خاصة في الذهاب والعودة، وطالبت بوجود مكتب بريد في القرية. ووصف أحمد خلف، سائق ومن أهالي القرية، منازلهم بأنها أصبحت للموتى أكثر من أنها للأحياء، وطالب باستبعاد المقابر حيث أنها أصبحت ملاصقة للمنازل، وهو ما يسبب الخوف والهلع، غير أنها تستخدم من قبل بعض الخارجين على القانون مكان لتعاطي المخدرات ووكر.