اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي وكادت أن تنفجر من كم التعليقات المتباينة حول موضوع التحفظ علي أموال محمد أبو تريكة دون أن ينتبه معظم السادة المعلقين إلى التفاصيل التي كان من الممكن أن تغير رأي كثيرين منهم وتجنبنا حالة الانقسام التي وصلنا إليها. القرار صدر ضد 8 شركات سياحة - من ضمنها واحدة يمتلكها تريكة بالمشاركة مع آخرين - بتهمة تمويل عمليات إرهابية وهو إجراء تحفظي معتاد في مثل هذه الحالات لحين انتهاء التحقيقات. الحيثيات لا تتضمن المساس بالممتلكات الأخرى لأصحاب هذه الشركات ولا بأشخاصهم وبالتالي فإن أمير القلوب حر طليق يمكنه التحرك والتصرف في أمواله الخاصة دون رقابة لتسقط بذلك الأكذوبة التي روج لها البعض بأنه محبوس أو تحت الحراسة! قواعد العدل والمنطق لا تبيح محاسبة إنسان علي أفكاره وتوجهاته السياسية إلا إذا اقترنت بأفعال تضر المجتمع فهل نطبق ذلك على تريكة أم سنعتبره خطًا أحمرًا لا يجوز المساس به؟ سأستعرض معكم عدد من مواقفه وتصرفاته التي تؤكد أنه ليس قديسًا أو شيطانًا بل مجرد شخص عادي له ما له وعليه ما عليه. أولا: الإيجابيات والمآثر: 1- هو أفضل موهبة كروية ظهرت في الملاعب المصرية بعد اعتزال الخطيب. أسهم بفاعلية في حصول الأهلي والمنتخب على بطولات عديدة أسعدت الملايين. 2- تمتع بأخلاق كريمة طوال معظم مشواره ولم يثر يوما مشكلة مع الزملاء أو المدربين بل كان دائما مضربا للمثل في التواضع والالتزام بالسلوك القويم. 3- قام بأكبر دور إيجابي في مساندة أسر ضحايا ملعب بور سعيد بعد أن زارهم جميعا من أجل تقديم واجب العزاء فضلا عن مساعدتهم ماديا بصورة مستترة. 4- اتهم ظلما بالخيانة نتيجة قبولة العمل محللا بقنوات الرياضة القطرية رغم وجود أسماء مصرية كثيرة تعمل في نفس المحطة لم يتعرض لها أحد بالتجريح. ثانيًا: السلبيات والمآخذ: 1- تصرفاته في عامه الأخير بالملاعب تنافت مع مبادئ ناديه وتجاوزت دورة كلاعب مثل: تخلفه المتعمد عن خوض مباراة السوبر، ورفضه استلام ميدالية الفوز بالبطولة الأفريقية من ممثل الدولة، وانتقادة الجارح لقيادات الجيش عقب العودة من بور سعيد رغم موافقته على استقلال الطائرة الحربية التي أرسلتها نفس القيادات لإنقاذه! 2- اعترافاته بالتحايل للحصول على ضربات جزاء وهمية وبتسجيل أهدافًا غير شرعية تطرح سؤالا هاما: هل المكافاءات المالية التي حصل عليها (الشيخ محمد) نتيجة لهذا الفوز المغشوش تعتبر حلالا؟. 3- عدم إدانته بصورة علنية لأي من الأعمال الإرهابية التي حصدت أرواح كثير من المصريين مدنيين وعسكريين في الوقت الذي قام فيه بالتعليق على أمور أخرى أقل أهمية. 4- لم يمتلك أبدا الشجاعة للإفصاح عن انتماءة للجماعة المحظورة رغم أن معظم علاقاتة الاجتماعية وتعاملاته المالية تقتصر فقط على أفراد ينتمون إلى هذا الكيان قلبا وقالبا. يا سادة يا كرام... هناك فرق بين الإعجاب بلاعب فنان وبين قبول تصرفاته كإنسان.