قال وزير الخارجية، سامح شكري، اليوم الإثنين، إن الدور الإقليمي والدولي المصري اكتسب زخمًا كبيرًا بعد ثورة 30 يونيو، وتضاعف ذلك الزخم بعد انتخاب الرئيس، عبد الفتاح السيسي العام الماضي. وتابع شكري، في كلمة بالمؤتمر السنوي لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، أن مصر استعادت حيويتها، وعادت بعد سنوات انشغلت فيها بالشأن الداخلي؛ لتضطلع بدورها القيادي والريادي على المستويين الإقليمي والدولي، وهو دور حتمي تمليه قواعد التاريخ وحقائق الجغرافيا، وتفرضه التحديات غير المسبوقة التي تواجه مصر وأمتها العربية. وأشار شكري إلى أنه على المستوى العربي، تعمل مصر بكل جد لتدعيم العمل العربي المشترك، من أجل التصدي بقوة للتهديدات الخطيرة التي تواجه الأمة العربية، انطلاقًا من حقيقة ثابتة تتمثل في أن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، مردفًا: "فتحدي الإرهاب البغيض واضح وخطير، ويستهدف الاستقرار والتنمية في جميع الدول العربية بلا استثناء، ولا توجد دولة في العالم محصنة منه، فضلًا عما تواجهه العديد من الدول العربية من مخططات تستهدف تقسيمها وتفتيتها". وأضاف، "إيمانًا من مصر بخطورة الوضع الذي تمر به الأمة العربية، والحرص على أن تكون هناك حلولًا عربية للمشكلات القائمة؛ درءًا لتدخلات أجنبية أثبت التاريخ أنها تؤدي إلى مزيد من تعقيد الأمور، فقد طرحت مبادرة تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة تلك المخاطر، وهي المبادرة التي تم إقرارها في القمة العربية الأخيرة، التي انعقدت بمدينة شرم الشيخ. وذكر الوزير أنه على الصعيد الأفريقي، توجه مصر نحو تعميق تواجدها الفعلي في القارة، هو توجه استراتيجي لا بديل عنه؛ لارتباط ذلك بالمصلحة الوطنية، ومقتضيات الأمن القومي للبلاد، والمصير المشترك الذي يربط مصر بأشقائها في القارة. واستطرد: "وتجسيدًا لذلك، فإن الدبلوماسية المصرية حريصة تمامًا على تبني قضايا القارة في المحافل الدولية، فضلًا عن تكثيف التفاعل مع الأشقاء الأفارقة على المستويين الرسمي والقطاع الخاص، استنادًا إلى مبدأ تحقيق المكاسب للجميع، وعدم الإضرار بمصالح أي طرف، والعمل على تحسين مستويات المعيشة للشعوب الأفريقية الشقيقة". وأكمل: "وفي ضوء ذلك، تأسست الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية العام الماضي؛ لتوفر إطارًا مؤسسيًا للتعاون مع الدول الأفريقية، بتقديم الدعم الفني للكوادر الأفريقية في جميع المجالات، وتنفيذ مشروعات تنموية، كما تم في مارس الماضي توقيع وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، باعتبارها اتفاقًا إطاريًا لضمان عدم الإضرار بمصالحها، وتبني منهج التعاون والتنسيق فيما بينها". وأشار الى أن مصر ستستضيف في العاشر من يونيو بشرم الشيخ قمة التكتلات الاقتصادية الثلاث الكبرى، وهي: "الكوميسا، ودول شرق أفريقيا، والسادك"، ما سيؤدي إلى خلق أكبر منطقة تجارة حرة في أفريقيا، ويفتح أسواقًا واعدة للمنتجات المصرية.