تنعدم فيها مظاهر الحياة، وتعيش ضحية للفقر والجهل والإهمال الشامل الذي يزداد يومًا بعد يوم، وتفشى المرض بأهلها إلى حد الموت الذي يخطف الصغير قبل الكبير، إنها "عزبة مرسال" أو كما يطلقون عليها "عزبة الموت". تشتهر عزبة "مرسال" بانها إحدى العزب الفقيرة جدًا من حيث المال، والغنية جدًا بالأمراض، فهي أحد الأماكن المشهورة بتفشي مرض الجذام بين أهلها بمركز إسنا جنوبالأقصر، والذي يتنقل بسرعة عن طريق رذاذ الهواء. تقع عزبة "مرسال" على بعد 20 كيلومترًا من مركز إسنا، ويقطنها ما يزيد على 600 شخص، جميعهم أبناء عمومة واحدة، سودانيو الأصل سكنوا العزبة منذ 90 عامًا، ويعود نسبهم إلى عبدالله مرسال، والذى تُنسب اليه العزبة. ومن جانبه، قال أحمد إبراهيم، مسئول الأورمان بمحافظات الصعيد، إنه تم اختيارعزبة مرسال تمهيدًا لإعادة بناءها بالتنسيق مع مؤسسة "اسمعونا"، وذلك بأزالة 15 منزلًا وإعادة بناءها بطريقة حضارية، بالإضافة إلى تقديم منظمة الفاو مشروعًا للقرية بعد تطويرها. ومن جهتها، أكدت الدكتورة ناهد محمد، وكيل وزارة الصحة بالأقصر، أن إعادة بناء عزبة مرسال سوف يحد من انتشار مرض الجذام بها، بالإضافة إلى القضاء على نصف الأمراض المنتشرة بشكل عام، والتي تتكاثر بسبب عدم توفير بيئة نظيفة ذات تهوية جيدة وتوافر صرف صحي.